بعد 13 عاما من الإطاحة بحكم طالبان في أفغانستان، انتهت رسميا آخر عمليات وحدات مشاة البحرية الأمريكية والقوات القتالية البريطانية. وأنزلت الأعلام الأمريكية والبريطانية وأزيلت للمرة الأخيرة في المقر الاقليمي للقوات الدولية، بعد أطول حرب خاضتها الولاياتالمتحدة. ونقل أسطول من الطائرات وطائرات الهليكوبتر آخر القوات الأمريكية والبريطانية من إقليم هلمند في أفغانستان اليوم الاثنين (27 أكتوبر) بعد يوم من إغلاق قوات التحالف الدولية قاعدة كبيرة وتسليمها للجيش الأفغاني، وفقا لوكالة أنباء رويترز. ويأتي انسحاب الجنود وإغلاق القاعدة ضمن واحدة من أكبر العمليات لسحب القوات الدولية المقاتلة من أفغانستان، حيث تنتقل القوة التي يقودها حلف شمال الأطلسي إلى دور داعم متقلص فيما يتولى الجيش والشرطة الأفغانيان مهام التصدي لتمرد طالبان. ونفذت عملية سحب ما تبقى من القوات الأمريكية والبريطانية من قاعدة كامب ليذرنيك وكامب باستيون المشتركة على مدار 24 ساعة في رحلات جوية شبه متواصلة بين هلمند ومطار قندهار. وبالنسبة لقوات مشاة البحرية الأمريكية والقوات البريطانية التي تغادر هلمند فإن عملية النقل الجوي هي الخطوة الأولى نحو عودتهم لديارهم. وسيرحل جميعهم جوا خارج أفغانستان بحلول نهاية العام وبعضهم سيرحل في غضون أيام. وقال الميجر ريموند ميتشل وهو من مشاة البحرية الأمريكية والذي وصل أفغانستان في يناير الماضي: "مضى وقت طويل على كل الأحوال. أتطلع للعودة لحياتي الطبيعية.. تقبيل زوجتي وتقبيل أولادي." وقاعدة كامب ليذرنيك هي أكبر قاعدة أمريكية يتسلمها الأفغان فيما ينهي الائتلاف مهمته القتالية في البلاد ليتولى الجيش والشرطة الأفغانيان معظم مهام القتال ضد تمرد حركة طالبان. وفي كلمة لتلفزيون بي.بي.سي. قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إن القوات المسلحة البريطانية ساعدت على تقوية شوكة قوات الأمن الأفغانية التي تتولى الآن "المسؤوليات كاملة." وتحولت قاعدة القوات الإقليمية المشتركة التي كانت تضم 40 ألف جندي إلى مدينة أشباح شديدة التحصين. وقال الكابتن رايان ستينبرج من قوات مشاة البحرية الأمريكية :"أصبحت خاوية الآن.. عندما وصلت هنا كانت لا تزال تعج بالحركة وكان هناك الكثير من الخدمات والأشخاص." وبعد الانسحاب ستتحول القاعدة التي تبلغ مساحتها 6500 فدان إلى مقر للقوة 215 التابعة للجيش الوطني الأفغاني ولن يكون هناك وجود أجنبي تقريبا في هلمند. وشهد الإقليم الذي ينتج ما بين 80 و 90 في المئة من الأفيون ما يساعد في تمويل عمليات طالبان معارك شرسة هذا العام فيما سعت طالبان والقوى المتحالفة معها لانتزاع السيطرة على منطقة سانجين من الجيش والشرطة الأفغانيين. وأثارت المعارك مخاوف بشأن قدرة القوات الأفغانية على التصدي لطالبان دون دعم استخباراتي وجوي على الأرض من الولاياتالمتحدة وحلفائها. ويقول مسؤولون في الائتلاف الذي تقوده الولاياتالمتحدة إن القوات الأفغانية صمدت خلال موسم القتال هذا الصيف ولم تخسر أي أراض مهمة. وقال البريجادير جنرال دانييل يو قائد القوة الإقليمية في جنوب غرب البلاد عن القوات الأفغانية: "أنا متفائل بحذر بأنهم سيستطيعون المواصلة بأنفسهم.