تمكَّن السجين السعودي في الولاياتالمتحدةالأمريكية من الاتصال بعائلته وأبنائه والسلام عليهم بمناسبة عيد الأضحى المبارك بعد انقطاع دام شهرا كاملا. وأوضح تركي حميدان التركي نجل السجين، السبت(11أكتوبر2014)، عبر صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أنه تمكَّن من سماع صوت والده الذي يسجن حاليا في زنزانة انفرادية منذ عيد الفطر. وقال نجل حميدان التركي: أخيرا وبعد طول انتظار تمكَّنا من سماع صوت والدي حميدان التركي، حيث إنه في الحبس الانفرادي منذ عيد الفطر وله مكالمة واحدة في الشهر". من جانبها أوضحت لمى حميدان التركي، أن " مكالمتنا لوالدي لكل واحدة منا لم تتجاوز الدقيقة الواحدة حسبنا الله عليهم حرمونا حتى من صوته". وعبرت نورة حميدان التركي عن حزنها على والدها فقالت: "لم أعد أستطيع أن أتخيل ما يُفعل بوالدي تمادوا في تعذيبه وحرمانه، حقدا تبدَّى من قلوبهم، أوجعتنا الآلام وتقطعت قلوبنا حسرة، لما هو فيه من حال ورغم ذلك كله يتجدد الأمل بالله ويضعف جانب اليأس، فالحمدلله على كل شيء فما من الله إلا كل خير". وقد كان الطالب السعودي حميدان التركي (36 سنة) المبتعث من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في قسم اللغة الإنجليزية غادر إلى الولاياتالمتحدة للدراسات العليا في مجال الصوتيات، وحصل على الماجستير بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة دنفر بولاية كلورادو في الولاياتالمتحدة. وتم اعتقال التركي للمرة الأولى وزوجته سارة الخنيزان في نوفمبر 2004 بتهمة مخالفة أنظمة الإقامة والهجرة، وداهم مقر سكنه في الولاية الأمريكية 30 عنصرًا من مكتب التحقيقات الفدرالية، وبادروا بتوجيه السلاح إلى رأس الزوجة، وطلبوا منها إخبارهم عن مكان سلاح زوجها، فيما اعتقلت خادمتهما الإندونيسية، وتم استجوابها بخصوص تعامل الأسرة معها، وأفادت بأن تعاملهم كان طيبًا للغاية معها، ونفت تعرضها لأية تحرشات جنسية، وتم فيما بعد إطلاق سراح التركي وزوجته بكفالة قدرها 25000 دولار. وفي يونيو 2005 أعادت السلطات الأمريكية اعتقال الزوجين مرة أخرى بتهمة إساءة التعامل مع الخادمة، واحتجاز أوراقها الثبوتية، وتعرضها لتحرش جنسي، لتناقض بذلك كل اعترافاتها السابقة، ثم أفرج عن الزوجة بكفالة مالية وعادت مع أبنائها الخمسة إلى المملكة. وفي شهر (أبريل) 2010، رفضت المحكمة العليا في الولاياتالمتحدةالأمريكية، طلب الاستئناف المقدَّم من هيئة الدفاع عن المبتعث السعودي للدراسات العليا حميدان التركي، ما يعني تنفيذ الحكم الصادر في وقت سابق بسجنه لمدة 28 عامًا. وكان حميدان التركي "طالب الدراسات العليا" الذي كان يدرس في ولاية كلورادو الأمريكية قد خسر آخر فرصه قانونية في البراءة بعد أن رفض قاضي محكمة الولاية الطعن المقدم من فريق الدفاع، الأمر الذي يعتبر بمثابة انتهاء آخر فصول المحاكمة قضائيا ما يشكل نهاية مسدودة باستثناء آمال محدودة قانونياً تتمثل في اللجوء إلى المحكمة العليا. وجرت عدة محاولات للإفراج عن الحميدان بعد قضائه 6 سنوات من مدة عقوبته، وذلك وفقًا للقانون في ولاية كولورادو الذي يسمح بخصم سنتين من مدة عقوبة السجين ذي السيرة الجيدة إلا أنها جميعها باءت بالفشل نتيجة لرفض لجنة الإفراج المشروط المعروفة ب"البرول" الإفراج عنه. وكانت السلطات الأمريكية خفّضت الحكم على التركي في عام 2011 من السجن 28 عامًا إلى السجن ثمانية أعوام. وانتهت آخر هذه المحاولات باتهام الحميدان بالتحريض على قتل "توم كليمنتس"، رئيس سجن الكولورادو، الذي قام، قبل أسبوع من تعرضه للقتل على يد أحد السجناء، برفض طلب الحميدان بالإفراج عنه ونقله للمملكة لحسن سلوكه في السجن.