وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسالة إلى الجنود الأتراك العاملين في مخفر "سليمان شاه" في سوريا بمناسبة عيد الأضحى المبارك، قائلا: "لستم وحدكم، وإذا اقتضت الحاجة فإن القوات المسلحة التركية ستكون عندكم دون أي تردد أو تأخير". ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية (تي.آر.تي) اليوم الأحد (5 أكتوبر) عن الرئيس أردوغان تأكيده أن "الجمهورية التركية لن تتردد ولو لوهلة في الدفاع عن كل شبر من وطنها". جاءت تصريحات أردوغان في أعقاب تقارير حول قيام مقاتلي تنظيم (داعش) بحصار ضريح سليمان شاه، الذي يمثل القطعة الوحيدة من التراب الوطني خارج تركيا. كان وزير الدفاع التركي عصمت يلمظ قد هدد في شهر مارس الماضي بأن بلاده سترد بالمثل على أي اعتداء يستهدف ضريح سليمان شاه، الذي يعتبر أرضًا تركية في سوريا بموجب اتفاقية عام 1921 المنصوص عليها في القانون الدولي. و سليمان شاه هو ابن قتلمش ووالد أرطغل الذي هو والد عثمان الأول، مؤسس الدولة العثمانية سنة 1299. وتشير مصادر تاريخية إلى أن المغول غزو إمبراطورية سليمان شاه بغتة، فلقي حتفه غرقا في نهر الفرات في محاولة فراره.. وتوفي سنة 1227 ودفن بالقرب من المكان المسمى حاليا ترك مزاري في قلعة جعبر بسوريا. وفي رواية أخرى يُقال إن سليمان شاه غرق في نهر الفرات في القرن الثالث عشر، وأن اتباعه توجهوا شمالاً إلى ما أصبح تركيا حيث أقاموا الإمبراطورية العثمانية. ويشك بعض المؤرخين في الروايات الرسمية عن ضريح شاه قائلين إنها ربما أضيفت لاحقًا لإثراء هوية تركية إمبراطورية ثم هوية وطنية. وحسب المادة التاسعة من معاهدة أنقرة الموقعة بين تركيا وفرنسا (في عهد الانتداب الفرنسي على سوريا) سنة 1921، تم الاتفاق على أن ضريح سليمان شاه هو تحت السيادة التركية، وحاليا يعتبر هذا المزار، الأرض الوحيدة ذات السيادة التركية خارج حدود الدولة. يسهر على حماية المزار جنود أتراك.