نجحت الأبحاث العلمية الحديثة في فك شيفرة العدوى بفيروسات الإيبولا، وأشار الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إلى أن جزءا من الفيروس يسد طرق التواصل بين مفردات الجهاز المناعي، وهو الجزء الذي يطلق عليه "في بي 24 "، مضيفا أن هذا الجزء له القدرة على استثارة الجهاز المناعي لتكوين مضادات أجسام مناعية تحمي من السلالتين الشرستين لفيروسات الإيبولا "فيروسات زائير والسودان"، وتُجرى الأبحاث حاليًا على إنتاج مضادات أجسام تكبح جماح هذا الجزء. وقال بدران إنه من المتوقع أن تبدأ تجربة تطعيمات ضد الإيبولا على متطوعين في الأسبوع المقبل، بعد نجاح التجارب الأولية على الحيوانات، مشيرًا إلى أنه على الرغم من عدم وجود علاج لمرض الإيبولا، إلا أن هناك أدوية تجريبية نجح أحدها في علاج 18 قردا أصيبت بالفيروس ، موضحا أن المشكلة تكمن في عدم استطاعة الشركة المنتجة توفير أكثر من 40 جرعة من الدواء في الشهر، بينما تتوقع منظمة الصحة العالمية ارتفاع عدد المصابين ليصل إلى 20 ألفا وتتجه الآمال نحو علاج فعال ضد المرض وتطعيم آمن واختبار سريع للكشف عن العدوى. وتابع: "إن الإعلان عن تفشٍ جديد لمرض الإيبولا في دولتي الكونغو الديمقراطية والسنغال يلقن درسا للبشر في احترام الخصم مهما صغر، مشيرا إلى ارتفاع عدد الدول الإفريقية التي غزاها الفيروس حتى نهاية شهر أغسطس الحالي من 3 دول هي " ليبيريا وغينيا وسيراليون " إلى 5 دول منكوبة بالمرض، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط. وأوضح أن فيروسات الإيبولا تظهر تحت المجهر الإلكتروني متشابكة " كالاسباجيتي " وأن الفيروس أنبوبي الشكل طوله 800 نانو متر وعرضه 80 نانومترا وأن الفيروس الحالي من نوع إيبولا الكونغو به 300 طفرة جينية مختلفة عن أسلافه. وذكر أنه ثبت أن الفيروس يكبت المناعة ويجرد الجهاز المناعي من أسلحته مسببا شلله ويمنعه من الاستجابة الفورية للإصابة فيتحول بروتين الفيروس إلى سم داخل خلايا الجسم مما يترتب عليه فساد آليات تخثر الدم " تجلط " وبالتالي يؤدي إلى نزف رهيب ويشوش على الخلايا فتفقد قدرتها للتعرف عليه ويحرضها على الانتحار المبرمج ويعطل الفيروس عمل بروتين "التيثيرين" الذي يمنع الفيروس من الانتقال من الخلية المصابة للخلية الأخرى ويبطل قدرته على التكاثر وتدمير هذا البروتين يسمح للفيروس بالانتشار كيفما يشاء. ونوه بدران إلى أن فيروس الإيبولا الدموي بات من أشرس الفيروسات التي عرفها الإنسان، حيث يجذب الأنظار حاليًا نظرًا لارتفاع معدلات الوفاة نتيجة الإصابة به والتي تصل إلى 90 % والطريقة الوحشية التي يقتل بها الضحية حيث يريق دمها فينهي حياتها بالإجهاز عليها ويتلذذ بجعل الجسم ينزف داخليا وخارجيا من جميع فتحاته وحتى من الجلد نفسه. وقال إن فيروس الإيبولا يدخل جسم الإنسان من خلال الجلد عن طريق الأغشية المخاطية بعد لمس المريض أو جسم متوفى بالإيبولا أو تناول لحوم برية من الغابات الإفريقية أو ملامسة حيوان مصاب بالمرض، موضحا أنه ينظر لفيروس الإيبولا كسلاح بيولوجي واعد، حيث يمكنه الانتقال عن طريق الهواء من قطيرات الرذاذ وارتفاع معدلات الإصابة والوفاة في فترة قصيرة لا تتعدى 3 أسابيع ورغم عدم وجود تطعيمات للبشر إلا أنه توجد تطعيمات للقرود وفترة حضانة الفيروس من 2 - 21 يوما ولم تحدث عدوى حتى الآن خلال فترة الحضانة . وأكد أن أحد أهم أسباب خطورة وباء الإيبولا الحالي هو غياب ثقافة الوقاية من العدوى خاصة عند القائمين على الخدمات الصحية، مشيرا إلى إمكانية السيطرة على الوباء واحتوائه خلال مراحله الأولى، خاصة أن المناعة هي الحل طالما بدأ نصف المرضى المصابين يتعافون، فإن المناعة تصبح نعمة وطوقا للنجاة والتغذية السليمة والعودة للطبيعة تسهم في رفع نسبتها.