اعتبر الكاتب عابد خزندار أن تفعيل دعوة الدكتور عبداللطيف آل الشيخ رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتطهير التعليم من المدّ الإخواني لن يتحقق إلا بالانفتاح على كلّ المدارس الفكرية والأخذ بما هو صالح منها وترك ما هو طالح. "خزندار" أكد في مقال له ب"الرياض"، الاثنين (25 أغسطس 2014)، أن التطهير لا يتحقق بإحلال فكر أحادي محلّ فكر أحادي آخر مهما كان مسمّاه، ولا أسمّيه لأنّ التسمية تجرّني إلى جدل ثانوي وعقيم لا جدوى منه وتبعدنا عن الموضوع الأساسي، وهذا الذي يحدث في السجال الذي يدور بين الشباب في تويتر وغيره من وسائل الاتصال. وشدد على ضرورة التمسك بالوسطية وعدم الانحراف من طرف متطرّف إلى طرف متطرّف آخر، ولكي نبلغ هذا الانفتاح يجب أن نغيّر أسلوب التعليم المطبّق حاليًا وهو التلقين والحفظ والتسميع، فهذا هو الذي يفضي إلى الفكر الأحادي أيّاً كان. وطالب بالاعتماد على أهمّ إنجازات الفكر الحديث وهو تعدد القراءات وأنّ كل نص يحتمل عدة قراءات، والمعوّل في ترجيح قراءة على قراءة أخرى هو إعمال العقل وترجيح المصلحة، وقد وجد في تراثنا من يقدّم العقل على النص كابن رشد، ومن يقدّم المصلحة عليه كالفقيه الحنبلي الطوفي الذي أرسى مبدأ "حيثما تكون المصلحة فثمّ شرع الله". وكان الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبداللطيف آل الشيخ قد دعا منذ أيام إلى تطهير التعليم من المد الإخواني، محذرًا من مخطط استخباراتي يستهدف جعل السعودية في "عين عاصفة كراهية غير منضبطة". وشدد كذلك على أن المشكلة كانت تكمن في عدم تمكين الوسطيين من تأليف المناهج التعليمية، وترك الأمر لأشخاص قدموا الرموز الإخوانية في المناهج على الرموز الوطنية، لافتًا إلى أهمية تنقية وتطهير التعليم من المد الإخواني.