دعا الدكتور عبداللطيف آل الشيخ رئيس هيئة الأمر بالمعروف و والنهي المنكر عبر صحيفة الوطن العدد الصادر بتاريخ 21 أغسطس الجاري إلى تطهير التعليم من المدّ الإخواني، وهذا التطهير فيما أرى لا يتحقق بإحلال فكر أحادي محلّ فكر أحادي آخر مهما كان مسمّاه، ولا أسمّيه لأنّ التسمية تجرّني إلى جدل ثانوي وعقيم لا جدوى منه وتبعدنا عن الموضوع الأساسي، وهذا الذي يحدث في السجال الذي يدور بين الشباب في تويتر وغيرها من وسائل الاتصال، وإنمّا يتحقق التطهير بالانفتاح على كلّ المدارس الفكرية والأخذ بما هو صالح منها وترك ماهو طالح، والوسطية تعني عدم الانحراف من طرف متطرّف إلى طرف متطرّف آخر، ولكي نبلغ هذا الانفتاح يجب أن نغيّر اسلوب التعليم المطبّق حالياً وهو التلقين والحفظ والتسميع، فهذا هو الذي يفضي إلى الفكر الأحادي أيّاً كان، ونطبّق بدلاً من ذلك إنجازاً من أهمّ إنجازات الفكر الحديث وهو تعدد القراءات وأنّ كل نص يحتمل عدة قراءات، والمعوّل في ترجيح قراءة على قراءة أخرى هو إعمال العقل وترجيح المصلحة، وقد وجد في تراثنا من يقدّم العقل على النص كابن رشد، ومن يقدّم المصلحة عليه كالفقيه الحنبلي الطوفي الذي أرسى مبدأ "حيثما تكون المصلحة فثمّ شرع الله" وهذا ما يجب أن ينهض عليه التعليم وينطلق منه.