في مدينة الرياض التي تصدرت جميع الإحصاءات الخاصة في الحوادث المرورية ينشغل أطفال بأعمار الزهور في ترتيب أحزمة السلامة والتعرف عن كثب على إشارات المرور في قرية السلامة المرورية في برنامج إثراء المعرفة المقام حاليًا في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات. وفي بيئة غاية في السلامة والطمأنينة يتقاطر أطفال مدينة الرياض على تعلم أبجديات الثقافة المرورية، حيث يواصل القائمون على جناح "قرية السلامة المرورية" في برنامج إثراء المعرفة بالرياض، تقديم دورة السلامة المرورية للأطفال. وشهدت القرية كثافة في حضور العوائل بصحبة أطفالهم في خطوط الانتظار، حيث أصدر قسم الرخص أكثر من 15 ألف رخصة من بداية البرنامج بمعدل متوسط بلغ 680 رخصة يوميًا. وأكد المشرف على قرية السلامة المرورية سعد العنبر، أن التجربة المرورية بالنسبة للأطفال تعد الوجه المعكوس لحالة الرعب التي تعيشها طرقات السعودية، حيث يتعلم الأطفال مثلًا عليًا في قضايا السلامة المرورية واحترام القوانين. وفور دخول الطفل بعد استلامة من ذويه للقرية يتم استقباله في قسم التسجيل، وفيه يتم أخذ اسم الطفل وأرقام الاتصال الخاصة بوالديه ولشخص مقرب للعائلة للطوارئ، وبعدها يستمع الطفل لمحاضره التوعية من مخاطر الطريق ومدتها خمس دقائق، وفيها يتعرف الطفل على أنواع الإشارات الضوئية والعلامات المرورية. وبعدها يذهب الأطفال إلى غرفة الانتظار استعدادًا لدخول المحاضرة الثانية، وأثناء انتظارهم يتم مراجعة المعلومات المكتسبة في المحاضرة الأولى، ثم يدخل للمحاضرة الثانية وهي بعنوان السلوك في الطريق، ومنها يتم تعليم الطفل كيفية الاستخدام الصحيح للطريق سواء بواسطة السيارة أو على الأقدام كالركوب للسيارة من الباب الموازي لرصيف المشاة، والوقوف عند المنطقة المخصصة للمشاة عند الإشارات الضوئية سواء لقائد السيارة أو للمشاة، ومن ثم التوجه إلى مواقف السيارات والتوجه لميدان القيادة، في مشهد رائع لدخول الأطفال لميدان القيادة بطريقة نظامية ومهنية، وتعاملهم مع الإشارات الضوئية والانتباه لتعليمات رجال المرور في الميدان والعلامات المرورية، والوقوف قبل الانعطاف يمينًا أو يسارًا والوقوف عند الإشارات الضوئية. وفور انتهاء الجولة الميدانية التطبيقية في ميدان القيادة، يتم التوجه لقسم استلام الرخص وفيه تتعالى صيحات الابتهاج نظرات الانبهار لصورهم الشخصية وهي تعتلي الرخصة، فتقفز أيدي البراءة إلى الأفق تعبيرًا عن الفرح فيباغتهم جموع المتطوعين المتطوعين بهدية خاصة ، وهي لعبة لوحيه حركية تحاكي أنظمة المرور وسلوك الطريق، وذلك لترسيخ ما تم تعلمه الأطفال في مخيلتهم الكبيرة. وكانت آخر دراسة أشرفت عليها الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض كشفت عن وصول عدد الحوادث بالمملكة الى 39.246 ألف حادث خلال شهر واحد في العام الجاري 2014، وأن نحو 9 في المائة من أصحاب هذه الحوادث تعرضوا للإصابات أو الوفيات. وتصدرت منطقة الرياض المرتبة الأولى في عدد الحوادث ب 10334 حادثًا مروريًا، تليها المنطقة الشرقية ب 8333 حادثا، ثم مكةالمكرمة ب 7564حادثا، ورابعا عسير ب 2500 حادث مروري.