مع اقتراب مرور الشهرين على مقتل المبتعثة المغدورة ناهد المانع الزيد في بريطانيا، وعدم إلقاء القبض على الجاني، يُثار تساؤل: ماذا بعد؟ ويبدو أن حق المغدورة لن يضيع طالما وراءه مطالب، إذ تقدم شخص يُدعى "وقار" بعريضة إلكترونية على البوابة الإلكترونية للحكومة تطلب تسليم القاتل إلى السلطات السعودية، وهي العريضة التي يمكن أن يتم طرح موضوعها للنقاش في مجلس العموم البريطاني إذا ارتفع عدد الموقعين عليها إلكترونيًا. وتعتبر خدمة تقديم العرائض إلكترونيًا خدمة جيدة توصّل صوت المواطنين إلى المسئولين البريطانيين، وتقدم الحكومة فرصة لمناقشة أي عريضة في مجلس العموم حال وصل عدد الموقعين عليها إلكترونيًا إلى ما لا يقل عن 100 ألف شخص. وحتى كتابة التقرير، وصل عدد الموقعين على عريضة تسليم قاتل ناهد إلى السلطات السعودية إلى 8 أشخاص فقط، وتنتهي مهلة التوقيع عليها في 23 سبتمبر المقبل. ووصفت العريضة، المنشورة الاثنين (11 أغسطس 2014)، قاتل ناهد بال "إرهابي"، فهو الذي اغتالها بوحشية وخسّة في جريمة كراهية للإسلام في مقاطعة إسكس بمدينة كولشستر البريطانية، بحسب العريضة. ويرى مقدِّم العريضة أن قاتل ناهد قام بمهاجمتها وقتلها بسبب زيّها الإسلامي المتمثل في العباءة والحجاب، مضيفًا أن جميع المسلمين بالمملكة المتحدة تسودهم حالة من الغضب والحزن بسبب عدم اهتمام الصحافة البريطانية به كما ينبغي، وعدم اعتباره حادثًا إرهابيًا يتم وصفه بهذا الوصف ويُسلّط عليه الضوء إعلاميًا على غرار مقتل الجندي البريطاني لي ريجبي في مايو من العام الماضي على يد اثنين تحولا حديثًا للإسلام. وكان مايكل أديبولاجو (28 عامًا) وشريكه مايكل أديبوالي (22 عامًا)، البريطانيين من أصل نيجيري، قد قاما بدهس الجندي لي ريجبي (25 عامًا) الذي شارك في حرب أفغانستان أثناء عبوره أحد الشوارع في حي ووليتش بجنوب شرق لندن، ثم هجما عليه وهو فاقد الوعي بساطور، ليردوه ميتًا. أما بخصوص ناهد المانع، فقد عثرت الشرطة البريطانية على جثتها ملطخة بالدماء على جانب حديقة سالاري بروك تريل، الثلاثاء (17 يونيو 2014) في تمام الساعة 10:40 بتوقيت بريطانيا. وأعلنت رسميًّا بعد انتهاء التشريح أن السبب وراء الوفاة هو الجروح التي أصابت المجني عليها بسبب طعنات السكين. وعلى التوازي، تكثف الشرطة تحرياتها عن قاتل ناهد، وعمن طعن البريطاني جيمس أتفيلد (33 عامًا وأب لخمسة أطفال) 102 طعنة قبلها في نهاية مارس الماضي في المنطقة نفسها، الذي تقول إن الصور التي التُقطَت لجناة محتملين في قضيته، ضبابية وغير واضحة. للتوقيع على العريضة الإلكترونية اضغط هنا