كشف رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز عن النتائج الأولية لمشروع "سحاب" لتقنية المعلومات والاتصالات الذي يحدد الموقع الجغرافي للمتصلين وطالبي الخدمات الإسعافية وربطهم مباشرة بغرف العمليات من خلال شبكات الجوال. كما يسهم "سحاب" في إدارة حركة سيارات الإسعاف عن طريق الأقمار الصناعية وتحقيق زمن استجابة اسرع عند مباشرة الحالات المصابة وذلك في كل من الرياض و مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والدمام. ونوه إلى أن المشروع يعزز تلافي الأخطاء المتكررة عند تحديد المواقع وعناوين البلاغات بناء على وصف المبلغ أو سوء فهم من قبل غرف العمليات مما يتسبب في تأخير مباشرة الحالات الإسعافية. وشرعت الهيئة منذ سنتين في تطوير غرف العمليات وقامت باستبدال الخرائط الثنائية بخرائط ثلاثية الأبعاد؛ حيث يتم مسح المدن السعودية وتصويرها بأجهزة حديثة (8 كاميرات مزودة بعدسات مطورة) يتم تركيبها على سطح السيارة المعدة للمسح وتربط ببرنامج موصول بالأقمار الصناعية بعدها يقوم فريق المسح الميداني عبر جدول زمني بتغطية جميع شوارع المدينة. ومن ثم يتم معالجة البيانات بالتعاون مع شركه رائدة في هذا المجال لتصبح جاهزة للاستخدام مما يساعد المختصين من المرحلين في غرف العمليات التعامل المباشر مع مواقع المصابين ومواقع الحوادث وكأنه موجود فيها. من جانبه قال مساعد رئيس هيئة الهلال الأحمر للشئون الفنية، الدكتور رشيد العيد، إن هذه النقلة في البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات في غرف العمليات من تحديد موقع البلاغات وبرنامج تتبع المركبات يأتي متناسقا مع مشروع تحويل مراكز الإسعاف إلى محطات إسعافيه (مجمعات ميدانية) التي تهدف إلى تحقيق زمن استجابة سريع لوصول الفرق الإسعافية لموقع الحوادث. وأضاف العيد أن الهيئة وضعت استراتيجية عشرية (استراتيجية 2022م) بعد دراسة عميقة لأفضل الدول المتقدمة في مجال الخدمات الإسعافية وهي "أمريكا" و"أستراليا" و"كندا" و"بريطانيا" و"الهند" (والتي تطبق نموذجا مشابها)؛ مما يعزز الاستفادة من تلك التجارب والتعرف على أبرز المستجدات في مجال الاختصاص، وبالتالي العمل على التغيير المأمول سواءً في المجال الإسعافي أو المجال الإداري لتطوير الطاقات البشرية والبنية التحتية. وفكرة المشروع في منطقة الرياض تعتمد على تقسيم مدينة الرياض إلى خمسة أجزاء وهي (شمال، شرق، جنوب، وغرب، ووسط) بوضع محطة إسعافية في كل جزء يتبعها أكثر من نقطة تمركز بحيث تستجيب من كل نقطة حوالي خمس فرق إسعافية. ومن المتوقع أن يتضاعف العدد في المستقبل لتُغطّي كل محطة ب (40) فرقة. وبيَّن العيد أنهم يسعون في هذه التجربة إلى تطبيق فكرة الفرق الإسعافية شبه الجوالة التي يمكن تحريكها وتوجيهها حسب الاحتياج التشغيلي اليومي وساعات الذروة وتمركز الحوادث المحددة وفق الإحصائيات والبيانات العلمية والميدانية مما يحقق تغطية أشمل مبنية على إحصائيات وبيانات تشغيلية ميدانية.