كشف رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز، عن انطلاق النتائج الأولية من مشروع سحاب لتقنية المعلومات والاتصالات، الذي يحدّد الموقع الجغرافي للمتصلين وطالبي الخدمات الإسعافية، وربطهم مباشرةً بغرف العمليات من خلال شبكات الجوّال، كما يسهم مشروع سحاب بإدارة حركة سيارات الإسعاف عن طريق الأقمار الصناعية وتحقيق زمن استجابة أسرع عند مباشرة الحالات المصابة، وذلك في كلٍّ من: الرياض ومكة المكرّمة والمدينة المنوّرة والدمام. ونوّه بأن مشروع سحاب يعزّز تلافي الأخطاء المتكرّرة عند تحديد المواقع وعناوين البلاغات، بناءً على وصف المبلغ أو سوء فهم من قِبل غرف العمليات؛ ما يتسبّب في تأخير مباشرة الحالات الإسعافية.
وأوضح أن الهيئة شرعت منذ سنتين في تطوير غرف العمليات وقامت باستبدال الخرائط الثنائية بخرائط ثلاثية الأبعاد، حيث يتم مسح المدن السعودية وتصويرها بأجهزة حديثة (8 كاميرات مزودة بعدسات مطورة)، يتم تركيبها على سطح السيارة المعدة للمسح، وتربط ببرنامج موصول بالأقمار الصناعية، بعدها يقوم فريق المسح الميداني عبر جدول زمني بتغطية جميع شوارع المدينة، ومن ثم تتم معالجة البيانات بالتعاون مع شركة رائدة في هذا المجال لتصبح جاهزة للاستخدام مما يساعد المختصّين من المرحلين في غرف العمليات التعامل المباشر مع مواقع المصابين ومواقع الحوادث وكأنهم موجودون فيها.
وعن آلية العمل، قال الأمير فيصل بن عبد الله: عند تلقي غرفة العمليات أيّ بلاغٍ سيظهر رقم جوّال المتصل وسيتم تحديد موقعه بشكلٍ واضح، وفقاً لقراءة الخريطة الذكية المزوّدة بإحداثيات جميع المراكز الإسعافية في المنطقة، بما فيها الإسعاف الجوي، وبالتالي تحدّد أقرب مركز إسعافي ثم تبدأ مرحله تتبع سيارات الإسعاف وتسهيل وصولها للحالة المصابة باستخدام المسارات البديلة في حال ازدحام حركة السير.
وأضاف: العمل جارٍ على تزويد المسعفين بالأجهزة الذكية لتلقي البلاغات إلكترونيا وربطها بقواعد بيانات إرشادية لرفع مستوى الخدمات الإسعافية، كذلك تطوير الأنظمة الخاصّة بتتبع المركبات لتكون شاملة معلومات دقيقة عن المركبة، في أثناء تحركاتها في الطرق ومواقع تمركزها ومواعيد صيانتها، وذلك منذ دخولها للخدمة وحتى خروجها من الأسطول.
من جانبه، قال مساعد رئيس هيئة الهلال الأحمر للشؤون الفنية الدكتور رشيد العيد: إن هذه النقلة في البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات في غرف العمليات من تحديد موقع البلاغات وبرنامج تتبع المركبات، تأتي متناسقة مع مشروع تحويل مراكز الإسعاف إلى محطات إسعافية (مجمعات ميدانية)، الذي يهدف إلى تحقيق زمن استجابة سريع لوصول الفرق الإسعافية إلى موقع الحوادث والإسهام في تخفيف الأعباء الإدارية والمالية وإيجاد حلول عملية للنقص في أعداد المراكز الإسعافية، إضافة إلى رفع أداء وجودة خدمات الهلال الأحمر السعودي بشكل عام.
وأضاف العيد: الهيئة وضعت إستراتيجية عشرية (إستراتيجية 2022م) بعد دراسة عميقة لأفضل الدول المتقدمة في مجال الخدمات الإسعافية، وهي: "أمريكا" و"أستراليا" و"كندا" و"بريطانيا" و"الهند" (التي تطبق نموذجاً مشابهاً)، مما يعزّز الاستفادة من تلك التجارب والتعرف على أبرز المستجدات في مجال الاختصاص، وبالتالي العمل على التغيير المأمول سواءً في المجال الإسعافي أو المجال الإداري لتطوير الطاقات البشرية والبنية التحتية.
ونوّه العيد بأن فكرة المشروع تجريبية في منطقة الرياض وتعتمد على تقسيم مدينة الرياض إلى خمسة أجزاء، وهي: (شمال، شرق، جنوب، وغرب، ووسط)، بوضع محطة إسعافية في كل جزءٍ يتبعها أكثر من نقطة تمركز بحيث يستجيب من كل نقطة نحو خمس فرق إسعافية، ومن المتوقع أن يتضاعف العدد في المستقبل لتُغطّي كل محطة ب (40) فرقة، مبيناً أنهم يسعون في هذه التجربة إلى تطبيق فكرة الفرق الإسعافية شبه الجوّالة، التي يمكن تحريكها وتوجيهها حسب الاحتياج التشغيلي اليومي وساعات الذروة وتمركز الحوادث المحدّدة وفق الإحصائيات والبيانات العلمية والميدانية؛ ما يحقّق تغطية أشمل مبنية على إحصائيات وبيانات تشغيلية ميدانية.