شكلت وزارة الصحة لجنة طبية للتحقيق في وقعة تعرض مواطنة كانت على وشك الولادة، لضمور في المخ ووفاة أحد مواليدها؛ نتيجة تعرضها لنزيف حاد، وعدم توافر كميات من الدم بمستشفى خاص بمدينة جدة. وقال أبو سطام (زوج المواطنة المتضررة التي تعمل معلمة بالرياض) إن الفريق الطبي الذي باشر علاج زوجته (34 عامًا) بدا عليه الارتباك عقب أن اكتشف أنها أصيبت بنزيف حاد، فيما قرر استئصال الرحم بالكامل في مسعى إلى إيقاف النزيف، ولم يتمكن من تعويضها بما تحتاجه من دم نتيجة عدم توافره. وأضاف: "إن زوجتي (34 عامًا) كانت تعمل معلمة لمادة الرياضيات بمدينة الرياض، ولها من الأبناء ثلاثة، وقدمنا أنا وهي برفقة الأبناء إلى مدينة جدة لقضاء إجازة رمضان، وكانت زوجتي حاملًا في توأم، وعلى موعد مع الولادة". وتابع: "بعد أن قضينا أسبوعين، وبالتحديد الاثنين الماضي في جدة؛ شعرت بتعب، فنقلتها إلى أحد المستشفيات الخاصة؛ حيث تمت الولادة بطريقة طبيعية". وأضاف: "شعرت بعد ذلك بارتباك الفريق الطبي، فأصابني القلق، وما زاد شكي تخبط الأطباء في الأجوبة على سؤالي عن حالتها، ثم فوجئت بهم يدخلونها إلى غرفة العمليات مرة أخرى، وعندما سألت عن السبب أخبروني بأنها أصيبت بنزيف حاد، وتحتاج إلى نقل دم". وأكمل: "نظرًا إلى عدم توافر عبوات دم بالمستشفى، لم يستطيعوا إيقاف النزيف، فاستأصلوا الرحم في محاولة لإنقاذها، وفي هذه الأثناء توفي الجنين الأول، وبقي الآخر علي قيد الحياة، وتم إدخاله قسم العناية ثم الحضانة، وخرجت من العمليات وهي لا تزال تنزف". وأوضح الزوج أن "الطبيب أخبره أن وضع زوجته سيئ، وأنها تعرضت لنزيف شديد أدى إلى موت الدماغ". وأشار أبو سطام: "تبين بعد ذلك أن بنك الدم بالمستشفى لا يتوافر به دم، وحالتها تزداد صعوبةً، فاضطررنا إلى إرسال رسائل عبر (واتس آب) لنجدتها، فحضر متبرعون، لكن تبين أن المتبرع بالدم في النهار سيفقد صومه، وذهب الوقت وازدادت الحالة سوءًا، حتى أخبروني بوفاة أحد التوأم وسلموه لي لأدفنه أول من أمس". وتعجب الزوج من عدم توافر دم بمستشفى يجري على مدار الساعة بعمليات جراحية، وقال: "إن ما زاد الطين بلة بعد وفاة طفلي الوليد وطردي مع الآخر، مطالبة المستشفى بدفع 80 ألف ريال تكلفة الولادة والتنويم"، مستغربًا مطالبته بدفع هذا المبلغ بعد دمار عائلته بوفاة وليده، وإصابة زوجته بضمور بالمخ. وقال الزوج إنه رفع شكوى إلى وزارة الصحة التي شكلت لجنة من ثلاثة أطباء للتحقيق في الحادثة، وطالب بسرعة الفصل في القضية، ومعاقبة المتسبب ونقل زوجته إلى مستشفى التخصصي فورًا، لافتًا إلى أنها أم صالحة ومربية أجيال، حفَّظت صغارها القرآن الكريم وخسارتها لا تعوض.