في الوقت الذي يتهم فيه المواطن سعد عبدالرحمن الشهراني، مستشفى القوات المسلحة في نجران بالتسبب في تدهور حالة ابنته الطفلة "الجوري" ابنة ال 9 أشهر، ومعاناتها من طفح جلدي شديد نتيجة نقل دم لوالدتها قبل الولادة، تنفي المستشفى ادعاءات الأب، وأكد مديرها العقيد طبيب سعد بن صالح الغامدي، في خطاب إلى"الوطن" على أن الوراثة هي المسبب للمرض وليس الدم المنقول للأم. ويقول المواطن الشهراني: تنومت زوجتي في مستشفى القوات المسلحة بنجران، عندما كانت حاملا في شهرها التاسع، واتصلت علي إدارة المستشفى ممثلة في بنك الدم وأشعروني بأن زوجتي تحتاج إلى نقل دم بصفة عاجلة، وطلب مني البنك إحضار متبرعين، وقبل الوصول بهم إلى المستشفى، علمت أن نقل الدم قد تم بالفعل بحجة أن حالتها كانت تستدعي السرعة، وأخبروني أن الدم الذي نقل لزوجتي تم إحضاره من أحد المستشفيات الحكومية بالمنطقة، وعلي أن أذهب بالمتبرعين إلى ذلك المستشفى؛ لتعويض بنك الدم لديهم بنفس الكمية التي قدمت لزوجتي، وبعد ذلك بثلاثة أيام ولدت زوجتي طفلة أسميتها "الجوري"، وبعد الولادة بأسبوع بدأت تظهر عليها أعراض مرض غريب، وعند التشخيص أفادني المستشفى بأنها أعراض مرض نادر يسمى"تحلل الجلد الفقاعي"، وأنه مرض وراثي، رغم أن هذا المرض غير موجود لدى أقاربي ولا أقارب زوجتي، ولا في بناتي الثلاث شقيقات الجوري. وأضاف: إدارة المستشفى حولت الطفلة إلى مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية بالرياض، إذ أخذت عينة من يدها وجاء التقرير بنفس النتيجة "مرض الجلد الفقاعي"، وأنه من أخطر الأنواع. وتابع تم تحويل طفلتي إلى عيادة الوراثة، وقالت الطبيبة المعالجة، إن هذا المرض لا يحصل إلا إذا كان موجودا في العائلة، خاصة والدي الطفلة، وأنا وزوجتي سليمان ولله الحمد، وهذا ما يجعلني أجزم بأن المرض ناتج بسبب عملية نقل الدم الذي تم إحضاره من أحد المستشفيات الحكومية بالمنطقة. وأفادوني بأن العلاج يتمثل في الوقاية فقط، لكن وبعد مضي تسعة أشهر بدأت حالة الجوري تتدهور بوضوح، فذهبت بها إلى مستشفى الملك خالد، إذ سارع مدير المستشفى إلى إحضار الأخصائيين من عيادة الجلدية، وبعد تشخيص حالة الطفلة أصدر المستشفى تقريرا حصلت "الوطن" على نسخة منه جاء فيه طلب إحالتها العاجلة إلى مركز عال بتاريخ 11-1-1434، كونها حضرت وهي تعاني من طفح فقاعي على الوجه واليدين والقدم وأقصى درجات الانفعال والألم منذ الولادة، مع وجود آثار جرح ضموري وارتباك للسان. وأكد التقرير أن العلاج غير متاح في مستشفى الملك خالد بنجران، وبعد إحالتها إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، أكد تقرير صادر عن المستشفى حصلت "الوطن" على نسخة منه أنه لا يمكن تقديم شيء إضافي للمريضة أفضل من الإجراءات التي قام بها مستشفى الملك خالد بنجران. وطالب والد الطفلة الجهات المختصة المعنية بفتح ملف التحقيق؛ للتأكد من سلامة الدم الذي نقل لزوجتي قبل ولادتها بأيام، محملا هذا الدم المسؤولية عن إصابة طفلته بهذا المرض النادر. من جهته أوضح مدير مستشفى القوات المسلحة بمنطقة نجران، العقيد طبيب سعد بن صالح الغامدي، في خطاب رسمي إلى"الوطن" ما يلي: أدخلت الأم بتاريخ 30 يناير لعام 2012 المستشفى، وكانت تعاني من انخفاض حاد في نسبة الهيموجلوبين بالدم، مع احتمال تعرضها لنزيف يسبب خطورة على حياتها، وقد تم نقل الدم للأم في نفس يوم التنويم بعد أخذ موافقة زوجها، وتمت الولادة في اليوم التالي. وأضاف أن مرض الطفلة الذي على أساسه يشتكي والدها، يعدّ من الأمراض الوراثية الجينية التي لا علاقة لها بنقل الدم للأم، وهذا ما أثبتته المستشفيات المرجعية وهي مستشفى القوات المسلحة ومستشفى الملك خالد بنجران ومدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية بالرياض، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة كافة في مثل هذه الحالات، وتحويل الطفلة إلى مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية بالرياض، لتلقي العلاج المناسب، والحصول على الرعاية الطبية المتخصصة لمثل هذه الحالة النادرة.