تابع العالم عن كثب مناورات "سيف عبد الله" التي جرت مؤخرًا في شمال وشرق وجنوب المملكة، في أضخم مناورات بتاريخ المملكة، استمرت 15 يومًا، وشهد العالم بأن السعودية نجحت بالفعل في استعراض بعض من قوتها العسكرية وإيصال بعض الرسائل الاستراتيجية لحلفائها وأعدائها على حد سواء. ولم تستطع الصحف الإيرانية والإسرائيلية غض الطرف عما حوته تلك المناورات من أبعاد سياسية وعسكرية، إذ لم تكد المناورات تنتهي حتى خرجت الصحف الإيرانية لتقر بوصول رسالة المملكة بوضوح. وأطلعت صحيفة "إيران هيرالد" الصادرة بالإنجليزية، قراءها فور انتهاء المناورات بالعنوان التالي "السعودية تستعرض صواريخها الباليستية لتنذر إيران"، وجاء في الخبر إقرار إيران بأنه بالرغم من قدم هذه صواريخ (دونج فنج 3) الباليستية المتوسطة المدى إلا أنها تشكل خطرًا حقيقيًا على إيران؛ نظرًا لحرص المملكة الدائم على نشر هذه الصواريخ القادرة على الوصول للعاصمة طهران في قواعدها العسكرية الواقعة جنوبالرياض. وأقرت الصحيفة الإيرانية بأن المملكة تمتلك أيضا صواريخ أكثر تطورًا من هذه التي استخدمتها في مناورات "سيف عبد الله" الأخيرة وهي صواريخ (دونج فنج 21). وأكدت ذلك أيضا صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، الصادرة بالإنجليزية، إذ أجرت الصحيفة حوارا مع تال إنبار، رئيس مركز بحوث الفضاء بمعهد فيشر للدراسات الاستراتيجية، وأقر "إنبار" أن صورًا فضائية التقطت للسعودية عام 2013 أظهرت أنها تضع قاذفات هذه الصواريخ في اتجاه طهران وتل أبيب بشكل دائم، تحسبا لأي شيء، إلا أنه أكد في الوقت نفسه، أن الدولة المقصودة حقيقًة باستعراض هذه الصواريخ هي إيران. وبحسب الخبير الإسرائيلي، فإن المملكة كان عندها ثلاثة أسباب رئيسة للقيام بهذا الاستعراض العسكري، الذي وصفه الخبير الإسرائيلي "بالقوي": "الأول هو ردع إيران عن المضي قدمًا في برنامجها النووي ومن الاستمرار في حربها غير المعلنة التي تقودها في سوريا ضد المملكة، وأكد المسؤول أن إيران هي شاغل المملكة الرئيس في المنطقة. أما السبب الثاني، فقد يكون رغبة المملكة في إرسال إشارات دعم وتأييد لحلفائها السنيين بالخليج العربي، وأخيرًا فقد قامت المملكة بهذا العرض لتقول للولايات المتحدة "انتبهوا.. نحن قادرون على حماية أنفسنا وحماية مصالحنا". وأكد الخبير الإسرائيلي أن العرض الذي قدمته السعودية يُعلن بوضوح عن قدرة السعودية على إلحاق خسائر جسيمة بإيران دون الحاجة لاستخدام أي طائرات حربية، وقال: من هنا تأتي أهمية عرض هذه الصواريخ.. لقد جاء العرض لبيان قدرتهم الهجومية التقليدية والتي تتعدى مجرد اللجوء لشن هجوم بالطائرات. وأنهى الخبير الإسرائيلي حديثه، معربًا عن عدم شكه في إمكانية سعي السعودية لامتلاك أسلحة نووية.