أبلغ معلمون في مدرسة بمنطقة القرم التلاميذ الذين عادوا اليوم الاثنين 24 مارس من عطلة الربيع أنهم يعيشون الآن في دولة جديدة هي روسيا. فبعد ثلاثة أيام على إقرار موسكو لتشريع بضم القرم، وسيطرة القوات الروسية على معظم مناطق شبه الجزيرة الواقعة في البحر الأسود؛ قدمت معلمة في المدرسة رقم 15 بمدينة سيفاستوبل التلاميذ للحكام الجدد لمنطقتهم. وقالت المعلمة للتلاميذ: "نبدأ أول دروسنا في بلد جديد تمامًا.. دعونا ننظر عن قرب في خريطة وطننا الجديد". بعد ذلك وقف التلاميذ من أجل النشيد الوطني الروسي وهم ينظرون إلى العلم الروسي الذي ظهر أمامهم على جدار الفصل، وفقًا لوكالة أنباء رويترز. وقالت: "اليوم هو الأول في الربع الدراسي الأخير بالمدرسة. التلاميذ خرجوا في إجازة وهم مواطنون في أوكرانيا، وعادوا وهم روس.. بالطبع هدية كبيرة وفرحة كبيرة". الانسحاب المخيب إلى هذا فقد أعلنت أوكرانيا اليوم إجلاء قواتها وعائلاتهم من القرم، فيما يُعد اعترافًا بالهزيمة أمام القوات الروسية. وبدأ أفراد القوات الأوكرانية وأسرهم مغادرة القرم في الوقت الذي أقرت فيه كييف بالهزيمة أمام القوات الروسية التي اقتحمت آخر قواعدها الباقية في شبه الجزيرة. ومنذ أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بداية هذا الشهر حق موسكو في التدخل، حوصر آلاف الجنود الأوكرانيين في قواعد في القرم دون إبداء أية مقاومة، لكنهم رفضوا الاستسلام. وفي استسلام للأمر الواقع، أعلنت القيادة في كييف اليوم الاثنين أنها قررت سحب أفراد قواتها من القرم حفاظًا على حياتهم وحياة عائلاتهم من أي تهديدات روسية جديدة. وبعد بضع ساعات كان الكثير منهم في طريقهم بالفعل للخروج من القرم. وعلى مسافة ألف متر من قاعدة بحرية استولت عليها القوات الروسية في وقت سابق تجمع العشرات من جنود القاعدة، كان بعضهم مع أفراد أسرهم، استعدادًا للرحيل. وكان معظم الجنود يرتدون ملابس الجيش الأوكراني، والبعض يرتدي ملابس مدنية. وقال جندي من مشاة البحرية يُدعى رسلان كان مع زوجته كاتيا وابنهما البالغ من العمر تسعة أشهر: "توصلنا إلى اتفاق أمس.. ننزل علمنا، ويرفع الروس علمهم". وفي هذا الصباح هاجم الروس (القاعدة) بإطلاق الذخيرة الحية. لم تكن لدينا أي أسلحة. لم نطلق رصاصة واحدة". وودع الجنود بعضهم بعضًا بالعناق. وردد البعض هتافات تنطوي على تحدٍّ. وأجهش جندي رفض الكشف عن اسمه بالبكاء، وحمَّل الحكومة في كييف المسؤولية عن النهاية الفوضوية التي آلت إليها المواجهة. وقال: "هذا خطأ كييف بالكامل. هُزمنا. عانينا ولم يكلف الوزراء في كييف أنفسهم عناء أن يصدروا لنا أمرًا كما ينبغي. لقد لطخوا علمنا وشرفنا". وأثناء خروج شاحنتين عسكريتين وحافلة وعشر سيارات مدنية من البوابات فتح الجنود نوافذ الحافلة، وهتفوا قائلين: "يحيا مشاة البحرية". وضمت موسكو رسميًّا شبه جزيرة القرم الأسبوع الماضي، وبسطت قواتها في الأيام الأخيرة سيطرتها على آخر القواعد الأوكرانية هناك. وفجرت سيطرةُ روسيا على القرم بعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني الذي تدعمه موسكو عقب احتجاجات شعبية في كييف أسوأ أزمة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة. وضمت روسيا القرم رسميًّا في 21 مارس بعد خمسة أيام من تصويت سكان المنطقة بأغلبية كاسحة لصالح الانفصال عن أوكرانيا، والانضمام إلى روسيا. ويقول الغرب وكييف إن الاستفتاء غير قانوني، ونتيجته صورية. وفي محاولة لتحسين صورة أوكرانيا بعد عجزها عن الدفاع عن قواعدها، قالت إن رفض القوات الأوكرانية الاستسلام في القرم منح وقتًا ثمينًا للقوات المسلحة لكي تعيد تنظيم صفوفها على المستوى الوطني لحماية بقية أوكرانيا. وفي كييف قال مسؤول عسكري كبير، إن الإجلاء سيؤثر على نحو 15 ألف جندي وأسرهم.