أوضح مدير عام المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" سعود بن عبد الله الرومي، أن إدارة المهرجان سعت منذ بدايته في عام 1405ه وعلى مدى ثلاثين عامًا، هي عمر المهرجان؛ إلى التطوير في الفعاليات والنشاطات المصاحبة، وتأصيل وتوطين الحرف، والعمل على توثيق فعالياته ونشاطاته وبرامجه التي تعد إرثًا تاريخيًّا وثقافيًّا لهذا البلد، وهو ما تؤكده رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- صاحب فكرة هذا المهرجان، ورعاية وتشريف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لافتتاحه دورة المهرجان الحالية، إيمانًا بأهمية هذا المهرجان، وما وصل إليه من تطور وتطوير مستمر. كما يحظى المهرجان بدعم وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز، وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان. وبمتابعة من معالي نائب وزير الحرس الوطني نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان عبد المحسن بن عبد العزيز التويجري. جاء ذلك خلال حوار مع "وكالة الأنباء السعودية"؛ أكد فيه أن إدارة المهرجان حرصت على أن تكون مستعدة في كل دورة للمهرجان على تقديم الجديد والمفيد للزوار، بالإضافة إلى تطوير وتجديد كل ما عمل على أرض المهرجان، وعلى إيجاد التنوع الثقافي، والتأكيد عليه وتأصيله، حتى يبقى بإذن الله للأجيال القادمة، مشيرًا إلى أن أهمية هذا المهرجان تكمن في كونه مكانًا يجمع الإرث التراثي والثقافي، وهي النظرة والرؤية التي حرص عليها خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- على أن يكون مهرجان الجنادرية معرفًا للمواطنين، وانفتاحًا للمناطق بعضها على بعض، فالزائر خلال زيارته للمهرجان وليوم واحد يشاهد جميع ثقافات المناطق، وموروثها الشعبي والأدبي في مكان واحد. وبين الرومي أن أيام المهرجان في البداية كانت لمدة أسبوع، ثم زيدت إلى أسبوعين، وذلك في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله- الذي أمر بتمديد وقته، وذلك لما شهده المهرجان من إقبال، سواء من أبناء الوطن، أو من أبناء دول الخليج الشقيقة التي تشارك بمعارضها وأجنحتها لعرض ثقافتها وفنونها وفلكلورها المتقاربة جدًّا معنا. وأضاف أنه في بداية عمر المهرجان كان السوق الشعبي الذي يمثل الحرف والمأكولات الشعبية فقط، ثم بدأت فكرة إنشاء مباني إمارات المناطق في عام 1408ه، ثم توالت إنشاءات مباني الوزارات والقطاعات الحكومية على أرض المهرجان للمشاركة في إبداء تاريخها، وتطورها المتدرج، وإيضاح وسائلها المستخدمة القديمة، ثم استخدامها للوسائل الحديثة، ممثلا بوزارة الداخلية وإداراتها، ووزارة الدفاع وفروعها، وعرض الأسلحة القديمة والحديثة والملبوسات العسكرية القديمة والحديثة، وغيرها من الوزارات والدوائر والإدارات الحكومية الأخرى. وأفاد أن هذه الحرف خطوة تشجيعية من المهرجان لممارسيها، وبذلك جُمعت أعداد كثيرة من الأدوات المستخدمة في كل حرفة، وتعرض في معرض خاص، وأصبحت ملكًا للمهرجان الذي سعى إلى إبرازها وتوثيقها بالصوت والصورة، وتوثيق استعمالاتها وتاريخها، والحرص على استمرارية العمل في الحرفة بدعم مادي لأبناء الحرفيين الصغار أثناء حضورهم حتى ولو ليوم أو يومين مع آبائهم أو أجدادهم، والممارسة المهنية للحرفة، وذلك حرصًا على ألا تندثر وتترك، موضحًا أن توطين كل الحرف جاء على مراحل، وبطرق علمية مختلفة، منها تسجيل كل حرفي وحرفته على مدى أسبوعين كاملين، وتوثيقها بالصوت والصورة، حيث تطرح عليه الأسئلة المهمة للحصول على الإجابات الصحيحة، ثم تجمع المواد، وتمنتج، وتحفظ بعد ذلك كأرشيف ومرجع. وبين أن من طرق التوطين والتوثيق استخدام طريقة الفن التشكيلي، ورسمها بأشكال فنية تبرز جماليتها، ومن أهم العاملين في هذا المجال الفنان التشكيلي عبد العزيز المبرز، حيث رسم كل حرفة وأدواتها بشكل ووقت تدريجي منذ بدايات المهرجان. كما اهتم المهرجان بالأكلات الشعبية القديمة، وتوثيقها بنفس الطرق السابقة، وكيفية عملها ومكوناتها، وطريقة إعدادها وتحضيرها ومناسباتها التي تعد من أجلها، بالإضافة إلى التشجيع على استمرارها واستقرارها بدعم الأسر التي شاركت في المهرجان، وجمعهم تحت اسم "الأسر المنتجة"، وكانت انطلاقتهم من الجنادرية إلى المهرجانات المختلفة، منوهًا بهذه الأسر ومشاركتها من جميع مناطق المملكة التي لا يكاد يخلو مهرجان الآن من دعمهم وتقديمهم للجمهور. وكانت الجنادرية قد شجعت الأسر المنتجة حتى تبنتهم وزارة الشؤون الاجتماعية والهيئة العامة للسياحة والآثار، وقدمتا لهم الدعم الكامل بإعدادهم وتقديمهم في مختلف المهرجانات، ويجنون بذلك الربح المادي الذي يعينهم في حياتهم. وأشار الرومي إلى أن المتلمس لكثير من المهرجات مثل مهرجان "التمور" في الرياض والأحساء والقصيم، ومهرجان "المنجة" في جازان، ومهرجان "الزيتون" في الجوف وغيرها من المهرجانات كانت انطلاقة فكرتها من مهرجان الجنادرية الذي يعد الفكرة والانطلاقة الأساسية لجميع المهرجانات في المملكة الذي رسم أساسيات المهرجانات. وبين أن من اهتمامات مهرجان التراث والثقافة "الجنادرية" تشجيع المسرح في كل دوراته، وتفعيله، وإبرازه للمهتمين؛ حيث أقيم كثير من الأعمال المسرحية الفنية، ومنها الأدبية والثقافية، حيث حصدت الجوائز المحلية والعربية لأدائها المميز، كما عمل المهرجان على تصدير تلك المسرحيات، وتنفيذها في عدة مدن بالمملكة، منها سبع مسرحيات ستقام في مدينة الطائف هذه السنة، وذلك تنفيذًا لمطالبات المناطق بأن تقام فيها هذه المسرحيات، في إطار التعاون مع المهرجان، وإشراك بعض من فعالياته فيها، وقد حقق المهرجان بعضًا من هذه المطالبات بإقامة ندوات ومحاضرات وأمسيات شعرية تابعة للمهرجان في عدد من مدن المملكة بالتعاون مع أنديتها الأدبية. واختتم الرومي حديثه عن المستجدات في المهرجان، من استخدام وسائل التقنية الجديدة لنقل نشاطاته للمتلقين، وتلقي الشكاوي والاقتراحات عن طريق برنامج يثبت على الأجهزة الذكية، بالإضافة إلى التواصل عن طريق حسابات المهرجان في: تويتر، وفيس بوك، وإنستجرام.