أكد مركز الفلك الدولي، أن حدثًا "نادرًا" وقع فجر اليوم الأحد، حينما سقط قمر صناعي روسي في المنطقة الشمالية للسعودية، في تمام الساعة 04:40 فجرًا. وقال بيانٌ صادرٌ عن المركز الذي يتخذ من إمارة أبو ظبي بدولة الإمارات العربية مقرًّا له: "إن القمر الذي سقط هو الثاني من نوعه الذي يسقط في نفس المنطقة خلال شهر واحد؛ حيث سقط حطام أحد الأقمار الصناعية فوق السعودية الشهر الماضي". وأضاف البيان "ما يميز هذا السقوط، أن الذي وقع هو قمر صناعي فعال، وليس حطام قمر صناعي، أو إحدى مراحل الصاروخ التي أطلقت القمر الصناعي". وأوضح أن القمر الصناعي الذي سقط يسمى "osmos 1220" وهو قمر روسي أطلق عام 1980، مؤكدًا أن العديد من السكان في السعودية شاهدوا سقوط القمر على شكل كرة ملتهبة في السماء. وتوقع المركز أن يكون سكان من جنوبالأردن شاهدوا القمر قبيل سقوطه بدقائق، حيث إنه كان على ارتفاعٍ منخفضٍ لحظة عبوره الأراضي الأردنية في طريقه إلى شمال السعودية، مضيفًا: "جميع الأقمار الصناعية القريبة من الأرض مآلها هو السقوط، بسبب احتكاكها المستمر بالغلاف الجوي الموجود حتى على تلك الارتفاعات العالية". وتابع "عودة الأقمار الصناعية المتحكم فيها قليلة جدًّا، فمعظم حالات عودة الأقمار الصناعية نحو الأرض تسمى بعودة غير مبرمجة، بمعنى أنه لا توجد سيطرة لا على موعد ولا على مكان سقوط القمر الصناعي، مما يشكل خطرًا أحيانًا على الناس، وبالفعل فقد أطلقت بعض وكالات الأنباء مساء يوم أمس تحذيرًا بسبب سقوط هذا القمر الصناعي". وكان آخر تحذير أطلقته وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" حول مكان وموعد سقوط القمر الصناعي يوم أمس السبت في الساعة 11:23 مساء بتوقيت "جرينتش" وحددت موعد السقوط في الساعة 01:49 من صباح اليوم الأحد بخطأ مقداره زائد / ناقص ساعتين، وقد كان المكان المتوقع لسقوط القمر هو المحيط الهندي، إلا أن القمر سقط قبل ذلك الموعد بتسع دقائق، مما جعل مكان سقوطه هو السعودية. وأشار "مركز الفلك الدولي" إلى أن نحو 400 قطعة حطام من الأقمار الصناعية تدخل إلى الأرض كل عام، تصل منها واحدة إلى سطح الأرض كل أسبوع كمعدل، مؤكدًا أنه "في عام 2013 سقط على الأرض من حطام الأقمار الصناعية ما تساوي كتلته 75 طنًّا". وشرح المركز تلك الظاهرة، قائلا: "الصعوبة في تحديد موقع سقوط القمر الصناعي بدقة تكمن في عاملين، الأول هو صعوبة معرفة الهيئة الدورانية التي سيدخل فيها القمر الصناعي "غير الكروي" الغلاف الجوي، فالقمر أثناء سقوطه يدور حول نفسه حركة دورانية عشوائية، وعدم معرفة هذه الهيئة سيجعل من الصعب بمكان حساب قوة احتكاك القمر مع الغلاف الجوي، والعامل الثاني هو خصائص الغلاف الجوي العلوي، فهذا الجزء من الغلاف الجوي يتمدد عند وجود نشاط شمسي مرتفع، وينكمش عند انخفاض النشاط الشمسي، وهذه الفترة تشهد انفجارات ونشاطًا شمسيًّا كبيرًا، وهذا يؤثر بدوره على كثافة الغلاف الجوي والتي بدورها تؤثر على قوة احتكاك القمر الصناعي مع الغلاف الجوي".