تناولت صحيفة" كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية ، أثر انعكاس الاتفاق النووي الإيراني على دول الخليج، محاولة التوصل للطريق الذي ستسلكه إيران في علاقاتها بهذه الدول، خاصة المملكة العربية السعودية. وأشارت الصحيفة في البداية إلى أن السعودية مازالت متحفظة بشأن علاقاتها مع إيران، وأضافت أن هذا يظهر جليًا "سواء في ساحات المعركة في سوريا أو المؤتمرات الاقتصادية في دافوس". وذكرت الصحيفة أنه، تبعًا لتغيرات متوقعة في سوق النفط العالمي، خاصة مع دخول إيران اللعبة، فقد عمدت إلى اتخاذ خطوات عملية لتقليل اعتمادها على الموارد النفطية الهائلة التي تملكها. وضربت الصحيفة مثلا بمدينة إعمار الاقتصادية التي قالت عنها، إنها شركة عقارية ضخمة بدأت مؤخرًا في إنشاء أول ميناء في البلاد مملوكة للقطاع الخاص على سواحل البحر الأحمر. وأضافت أن المشروع سوف يشمل بناء منطقة اقتصادية خاصة، تحت اسم مدينة الملك عبد العزير الاقتصادية، وسوف تستضيف المدينة أكثر من 2 مليون نسمة، مشيرة إلى أن ذلك سوف يساعد على تنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط في المدينة، وستعتمد بشكل أكبر على مجالات الشحن والمستحضرات الصيدلانية والتعبية والتغليف. وأشارت الصحيفة الأمريكية لتصريحات الرئيس التنفيذي لإعمار في مؤتمر دافوس، فهد الرشيد، والتي قال فيها إن 25 % من التجارة العالمية يمر عبر البحر الأحمر، لكن لم نستثمر ذلك أبدا في المنطقة. وأضافت الصحيفة أن السعودية قامت بمحاولات أخرى لتقليل اعتمادها على النفط المحلي، حيث وقعت في يناير صفقات مع شركات فرنسية ويابانية لتدعيم برنامج الطاقة النووية السلمي في السعودية. أما عن العلاقات الإيرانية مع باقي دول الخليج، فذكرت الصحيفة، أن المباحثات الإيرانية مع الغرب بشأن برنامجها النووي صاحبتها لهجة متفائلة في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن الإمارات استثمرت الفرصة لزيادة التعاون مع إيران في مجال الطاقة. وأضافت الصحيفة أن المزيد من التعاون بين البلدين في مجال الطاقة ربما يعمل على ما وصفته بتآكل نفوذ السعودية على مجال النفط في المنطقة. ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن إيرانوالإمارات على وشك التوصل إلى اتفاق حول الجزر المتنازع عليها والتي تقع بالقرب من مضيق هرمز الذي يعد من أهم ممر للنفط في العالم، حيث حمل تقريبًا نحو 35 % من تجارة النفط المنقولة بحرا في عام 2011 . ونقلت الصحيفة الأمريكية وفقًا لمصدر إماراتي رفيع المستوى، أن إيران ستحتفظ بحقوق قاع البحر حول الجزر المتنازع عليها في حين سيكون لها السيادة على الأرض، وستتم المحادثات بين البلدين بوساطة مسؤولين عمانيين. يأتي هذا، فيما أكدت الصحيفة أن سلطنة عمان تخطط لبناء خط أنابيب يربطها بحقول الغاز الطبيعي الإيراني، وذلك كجزء من صفقة من صفقة ال60 مليار دولار لزيادة التعاون والتبادل التجاري بين البلدين. وتابعت أن ذلك أيضا يأتي عقب إعلان العراق- مؤخرًا- عن خططه للتعاون مع إيران لزيادة طاقتها الإنتاجية من النفط إلى 9 ملايين برميل يوميًا؛ مما يشكل تحديًا لهيمنة السعودية على دول أوبك.