استأنف المؤتمر العالمي الأربعون للطب العسكري أعماله بفندق الهيلتون بمحافظة جدة اليوم حيث تطرقت الجلسة الثانية لموضوع رؤية جديدة في الطب العسكري، وتحدث فيها الدكتور ديفيد سيفو من الولاياتالمتحدةالأمريكية عن إنشاء برنامج على المستوى الوطني للتعامل مع حالات الإصابة المتعددة للعناية بالجنود النظامين والمحاربين القدامى في العراق. وتحدث الدكتور عبدالله الزهراني من السعودية حول أن العمليات الجراحية باستخدام الروبوت تعتبر ثورة في المجال الطبي، مبيناً أن صناعة الأجهزة الروبوتية وأنظمة التصوير المعقدة ساعدت الجراحة الروبوتية على أن تكون العمليات الجراحية أقل ضرراً بكثير عن ذي قبل مع خلوها من الألم نسبيا والحد الأدنى من النزف، كما أن عملية الشفاء تتم بشكل أسرع. وبين أن العمليات الجراحية التي تجرى عن بعد من قبل الأجهزة الروبوتية المتعددة والتي يتحكم فيها جراحون يعملون على مسافات تقدر بمئات أو آلاف الكيلومترات واقع ملموس في المناطق إلى جانب مناطق الحروب والمناطق النائية المنكوبة والجراحة تحت الماء، مضيفاً أن الجراحين أثبتوا أن العمليات الجراحية الروبوتية سوف تساعد على إنقاذ حياة الجنود في مناطق الحرب مع ضمان حد أدنى ممكن من فقدان الدم وعدد قليل من المضاعفات المصاحبة للعمليات الجراحية. ولفت النظر إلى أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن العلماء يقومون حالياً بتطوير أجهزة روبوتية للجراحة لإنجاز مهام الرحلات الفضائية التي تدشنها وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، حيث توصلت دراسة حديثة إلى أن ثلثي الإصابات القاتلة بميدان المعركة تحدث خلال ثلاثين دقيقة، كما أن هناك القليل من الوقت الثمين للقيام بإجراءات بسيطة لإنقاذ حياة المصابين مثل التحكم في النزف، وفي هذا الصدد فإن الجراحة الروبوتية تقدم بديلا عملياً للعمليات الجراحية بالموقع حيث إنها تسمح لأطباء الجيش الذين يعملون على بعد مسافة آمنة من خط المواجهة بغرض إجراء عمليات جراحية بدون وضع أيديهم على المرضى. فيما عرجت ورقة العمل التي قدمها علي الكناني من المملكة العربية السعودية على أن نشاط الجنود في الميدان يمكن أن يحدث باستخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، حيث بين أنه يزداد الاحتياج للمسكنات غير الستيرويدية المضادة للالتهابات "المسكنات" لمعالجة الألم الحاد والمزمن مع زيادة أسباب الإصابة لدى العسكريين في ميدان المعركة، تؤثر المسكنات على المسار الجهاز الهضمي والذي يعد مسؤولا عن الابتلاع والهضم وامتصاص المواد الغذائية وإخراج الفضلات من خلال حركة القولون. وأبرزت ورقة عمل بعنوان "أهمية ومضامين التشريح الافتراضي في وفيات الكوارث" مقدمة من أحمد اليحيى من المملكة العربية السعودية أن الأهداف الأساسية للطب الشرعي عند معاينة الحالات التي تعرض عليه هو توثيق وتحليل وإظهار الأدلة الطبية بطريقة مفهومة وسهلة العرض لدى الجهات القضائية سواء كانت هذه الحالات لأشخاص متوفين أو على قيد الحياة. وبين أن الهدف الأساسي لدى الطبيب الشرعي في حالات الوفاة هو تحديد سبب الوفاة والمساعدة في معرفة نوع الوفاة (جنائية، انتحارية، مرضية، عرضية) وذلك من خلال تقييم الإصابات ونوعيتها وبذلك يستطيع الطبيب الشرعي أن يساعد الجهات القضائية في إعادة تصور كيفية وقوع الوفاة.