حذرت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات من ترويج النكت عن المحشيشين والحشيش وهو ترويج للمخدرات ونشر لها وهذا كلام صحيح فإن تحسين صورة المحشيشين وطريقة تعاطيهم والأحوال التي تصيبهم وتحسينها في صورة النكتة والأضحوكة هو تحسين لفعل محرم شرعا ومن نشر الفساد في الأرض وليس من عمل المصلحين والله يقول:"والله لا يحب الفساد "وحذر العلماء قديما وحديثا من تحسين صورة أهل المعصية بل حذروا من رؤيتهم كما قالت أم جريج العابد أسأل ألا تموت حتى ترى وجوه المومسات فدعت عليه برؤية المومسات ومثله سماع حديثهم وكلامهم والنظر في أحوالهم وهو من مخالطة أهل المعصية وربما يكون فيه تحسين وتزيين للمعصية وهو من الفساد فإن كثيرا من الناس وقعوا في المخدرات بسبب تحسين صورها في الدراما والأفلام والمسلسلات والغنى السريع الذي تحققه يغري السفهاء من الناس فيتقمصون تلك الشخصيات ولا يلتفتون للأضرار الناجمة عنها وإن أكثر المدخنين وقعوا في التدخين اقتداء بمن يكبرهم وأنها علامة الرجولة والإنسان يلجأ إليها في وقت الغضب والأزمات والبطولات الخارقة المزيفة فينجرف الشباب وراء التدخين ثم وراء الإدمان على المخدرات وربما تعلق نكتة في قلب إنسان حكيت فيتعلق قلبه بالمخدرات بخاصة في زماننا الذي كثرت فيه الملهيات وابتعد الشباب كثير منهم عن المساجد وملازمة العلماء وظهر ما يسمى بالدرباوية فأكثر من يدخل فيها هو من باب الإعجاب والتقليد والشجاعات المصطنعة والرجولة المزيفة فيأتي التندر والتنكيت فيزين تلك الصورة وتعاني منه أسرته ومجتمعه الويلات ، والله تعالى يقول:"إن الله لا يصلح عمل المفسدين" وقال تعالى :"فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم" كما أن التنكيت والكذب فيه حرام قال صلى الله عليه وسلم :"من كذب ليضحك فهو كاذب" وقال صلى الله عليه وسلم :"شر الناس من يكذب ليضحك الناس" وقال تعالى :" ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها" الأعراف 56 وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن العبد ليقول الكلمة لا يقولها إلا ليضحك الناس يهوي بها أبعد ما بين السماء والأرض وإنه ليزل عن لسانه أشد مما يزل عن قدميه" وقال صلى الله عليه وسلم:" ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك الناس ويل له ويل له ثم ويل له". كما أن هذا من تزيين المعصية للخلق ولو على سبيل الاستهزاء فالناس متفاوتة عقلا وطبعا فمنهم من تستهويه النكات ومنهم من تستهويه الضحكات لا سيما مجتمع الشباب والشيطان من وسائله تزيين الباطل والمعصية بتحسين صورتها وبيان فضيلة أصحابها فالحذر الحذر من الوقوع في شراك المعصية وأن نكون ممن أعان على المعصية ولو بكلمة وإن الرجل يتكلم بالكلمة من سخط الله فيهوي بها سبعين خريفا في نار جهنم. كتبه أ.د محمد بن يحيى النجيمي الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء وعضو مجمع فقهاء الشريعة