آفات اللسان كثيرة، ومنها الكلام فيما لا يعني، وكثرة الكلام، والكذب، والبذاءة، والفجور، وشهادة الزور، والقذف، وهتك الأعراض، والغيبة. ومعلوم أنه ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه))؛ كما ورد في الحديث. ومن العلوم أيضا أنه ((من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه، ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به))، فمن باب أولى الحذر والاشتغال بذكر الله؛ لأن الابتعاد عن ذكره تعالى يسبب قسوة للقلب. والإنسان عندما يجتمع مع أصدقائه فإنه يجب أن يحرص على التحدث فيما يرضي الله، فإن ذلك أكرم له وأحفظ له، أما الحديث الذي يتناول الآخرين بالشر من أجل الضحك والتسلية، فإن عواقبه وخيمة؛ فقد يؤدي إلى البغضاء بين الناس، ونشر الأكاذيب التي قد تؤدي بدورها إلى مشكلات اجتماعية خطيرة، ومنها تشتت الأسر، ودليل على هذا الكلام، فقد قال الله تعالى: {ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه}، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه، وماله، وعرضه))، ويكفي أن عذاب المغتاب في النار هو أكل الجيف عقابا له لأكله لحوم الناس في الدنيا. إخواني في الله، فلنترك كل تلك المعاصي، ونتوجه إلى الله خالصين، ولنتبع أوامره، ونجتنب نواهيه.