تطربني تلك الأنغام التي غُرزت بجسدي كالدم بالشريان , تشعرني بالأمان والاطمئنان كلما سمعتها , أنغام مزجت عبق الأصالة العريق بالحاضر المجيد ، فيها روح الماضي وروائع الحاضر , أطربت الأجيال صغار وكبار . أنغام نُسجت من كل خيال واقعا ، عجز الكبار عن ايجاد التركيبة السحرية للنغمة أو أن يؤتى كمثلها بل احتاروا كيف بعد مرور قرون لا تزال حية وراسخة , نعم حية , وكيف وهي التي كلما عزفت ضاقت الساحات والشوارع والبيوت بعشاقها , فرحا وعشقا وولعا بتلك الأنغام , رقصت مشاعرنا وقلوبنا طربا فهي لا تشبه أي أنغام كعادتها منفردة ونادرة. تنوعت بتقاسيمها المترامية التي تفوح منها رائحة العبق الزكية , تعددت تناغمها تلك الحجازية النجدية الموشحة باللؤلؤ الأبيض , والشمالية التي تلونها أحاسيس شفافة وعذبة والشرقية المبللة بدفء الشواطئ والنخيل والجنوبية المكتسية بالأخضر الحرير وعطر الليمون ولوحة من الفسيفساء ترسمها الغربية ووسطى . حروفها تتسلل بخيوط ناعمة إلي أذاننا وتهمس لنا بكل هدوء , لتخبرنا عن قصص وحكايات ما , تحاكينا عن شيء من ذلك المكان المشع والمضيء بحضارة وثقافة شعب وأرضا تشبعت بأنفاس الطيب والكرم والشهامة التي صنعتها روح البادية العربية ، بيوت الشعر و أعمدته التي كانت شاهدة على ولادة رجال ظلت الرمال والجبال والأودية تستذكر بطولاتهم وصولاتهم الثائرة في المعارك لتوحيد وطن فيها راية التوحيد خفاقة تعانق السماء . ها هي أنغام الماضي الذي صنع التاريخ من ذهب لتكمل لنا مسيرة عمرها 83 عاماً , نغمات لا تزال كلما تعزف تسرد لنا حكايات فتبحر بنا للزمن الحاضر الذي جسد التلاحم والتكاتف والوفاء والحب بين وطن وشعب , ومجد وبناء شامخ وقفت الأمم له احتراما ,ولم تنتهي المسيرة التي تتجدد وتواصل طريقها نحو التفوق والنجاح وعصرا يزهو بألوان الطيف مع إشراقه شمس الصباح . باختصار هي أنغام وطن يسمى ( المملكة العربية السعودية ) حفظك الله يا بلادي من خبث ونوايا الأعداء , وأدام عليك نعمة الأمن والأمان ودامت أفراحك وخيرك أيتها السعودية . ( إهداء ),, اسمحوا لي أحبتي أن أهدي مقالي لشهداء الواجب شهداء الوطن رحمهم الله , وإلى إخواننا حماة الثغور أمدهم الله بالصبر والنصر. بقلم - أ.نوف العايد إعلامية وكاتبة