تجربة جديدة أن تقوم الأحياء بدورها، أن يكون لأبناء الحيّ الواحد من اللحمة والتواصل ما كنّا نعهده من قبل ، التجربة الجديدة التي خاضتها عشرة أحياء في مدينة بريدة ، زرعت الفرحة في القلوب، ورسمت البسمة على الشفاه . هذه التجربة هي نقطة تحول إيجابية لمشاركة شعبية في صناعة الفرحة والإنجاز صحيح أنها في أول الطريق إلا أنها خطوة أولى في سبيل ذلك ! هذه التجربة يكمن نجاحها في وجود رعاية رسمية تحف مثل هذه المشاركات والتفاعلات بالاهتمام والتشجيع دون التدخل في التفاصيل ! هذه التجربة ستجعل البلديات والأمانات ترتاح من عبء مادي واجتماعي، لا شك أنها ستوجهه إلى إصلاح ما يمكن إصلاحه من بنية تحتية تحتاج إلى ترميم ! هذه التجربة ستواجه بعضا من النقد والردود السلبية من بعض الناس، وهذا طبيعي لأن كل عملٍ بشري لا بد أن يوجه له النقد، ولو لم نعمل لما أخطأنا كما هي الحكمة المشهورة، فالذين لا يعملون لا يخطئون ! هذه التجربة ستكون محط أنظار رجال الأعمال وأصحاب الأموال الساعين إلى إبراز دورهم الاجتماعي الذي ما زال قاصرا عن الطموح، وبعيدا عن الدور الحقيقي لهم ، فرجال الأعمال ما زالوا يحسبون الخير في طرق معدودة، والأمر المهم أن كل فرحة ندخلها في قلب أو كل بسمة نزرعها في شفاه، فإنها من الخير، ولا يقف الخير ولا أجره عند حدود معينة كما يظن بعضنا ! هذه التجربة تحتاج إلى (( مراكز اجتماعية )) وهذه نقطة مهمة، تحتاج إلى جهود متضافرة من الجميع؛ لتكون هناك مراكز اجتماعية تسعى لخدمة كل حي، وتهتم بالشيخ الكبير، والطفل الصغير، والمرأة وكل فئات المجتمع، إن مراكز الحي الاجتماعية هي التي ستقود الدور الفاعل في إبراز مثل هذه التجارب الاجتماعية الجيدة، ولعلها نقطة تحول في دورنا الاجتماعي تجاه أحيائنا وحارتنا، ولعل بهجة العيد وفرحته تعود كما كنا قديما، حين كان أهالي كل حي يقيمون أعيادهم في شارع المسجد القريب منهم، وكلٌّ يأتي بما قسم الله من عيديته لتكون مشاركة اجتماعية ودورا شعبيا فاعلا ما زلنا نترقبه وسيكون بإذن الله !. أحمد اللهيب @ahmadalluhaebho