تهتم الامم المتقدمة بشبابها فتخصص لهم جزءا كبيرا من اهتمامها ليكونوا صناع غدها وقادة مستقبلها ويروى عن مارتن لوثر كنج قوله (الشباب هم وقود النجاح فمتى ما اردت النجاح فأجعل الشباب وقودا لك) وفي هذه البلاد المباركة كان للشباب نصيب الاسد في اهتمام الدولة بفضل الله ومن ثم توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين حفظهما الله اللذين اخذا على عاتقهما تذليل كل السبل ليكون الشباب السعودي قدوة لإقرانه من الشباب على مستوى العالم فأتيحت لهم فرص الإبتعاث , ونتيجة هذا الاهتمام من قبل قادة البلاد تنافست مؤسسات الدولة في وضع الشباب ضمن اهدافها ولكن يبقى لجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية قصب السبق بإهتمامها بالامن الفكري وتعزيزه لدى الشاب السعودي فغدت حريصة على تزويد طلابها بهذا المفهوم العظيم الذي سيحمي بعد الله شباب الوطن من الوقوع في براثن الفئات الضالة والافكار المنحرفة التي لا تمثل ديننا ولا قيمنا وربما ساهمت في ايقاف عجلة النمو والتقدم في اي بلد تصيبه تلك الافكار وقد وضعت لها اساسا ثابتا في حملها لواء الامن الفكري وهي على النحو التالي: 1. الدعوة الى لزوم جماعة المسلمين استنادا الى قوله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) 2. لزوم إمام المسلمين وهو نابع من لزوم جماعة المسلمين فلا يجوز الخروج على ولي امر المسلمين بأي وسيلة كانت ومهما كانت الاسباب لا لفظيا ولا فعليا لقوله تعالى ( يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الامر منكم ) 3. حب الوطن وغرس المواطنة الصالحة لدى الشباب بجعلهم يدا بانية لمجد هذه الامة فباتت جامعة الامام عنصرا فاعلا في المجتمع بعدما كانت محصورة في فترات سابقة على فئة معينة نحبها ونفخر بها فإنتقلت الجامعة لتتبنى هذا الفكر الرائد عبر تشجيعها كل المبادرات التي تتناول هذا الجانب مع فئة الشباب فأقيمت الملتقيات والمنتديات والمحاضرات وخرجت المؤلفات التي تكافح هذه البذرة الخبيثة ،التي كانت دخيلة على مجتمعنا موقنة بدورها ومستوعبة رسالتها المتلائمة مع اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الامين سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله , فباتت جامعة الامام منارة للشباب ومقصدا لهم لينهلوا العلم الصافي النقي من الشوائب ويتزودوا بأمصال من العلم الشرعي لمكافحة جمرة الارهاب الخبيثه ولابد ان ينسب الفضل لإهله بعد الله فقد كان لمعالي مدير الجامعة الدكتور سليمان ابا الخيل الذي أدرك بوعي بوطنيته ماتكنه القيادة الحكيمة لمعشر الشباب من حب واهتمام وحرص فجعل هذا المشروع حلما له ، وبحمد الله تحقق وكان صاحب اليد الطولى في نجاح هذا المشروع المبارك فكان لرعايته واهتمامه بتبني الجامعة ما يسمى الأمن الفكري وتعزيزه لدى الشباب بتحويل الصورة السلبية التي كانت سائدة عن هذا الصرح التعليمي الذي أراد له البعض أن يكون مكانا لتعلم العلوم الشرعية فقط ، لكن الجامعة برؤية هذا الرجل تحولت الى منارة تدرس فيها شتى العلوم وباتت تضاهي كليتها العلمية بالرغم عمرها القصير كليات علمية عريقة ضربت جذورها في أعماق التاريخ . وأخيرا كلمة حق ينبغي أن تقال بحق كل من يخلص من أجل الوطن والمجتمع ، لقد صار معالي الدكتور سليمان ابا الخيل نموذجا للمسؤول المفكر والمطور الذي جعل هذا الصرح التعليمي الكبير اكثر فعالية وايجابية ونموذجا للوطنية والتفاني في خدمة هذا الوطن ، وقد راهن ابا الخيل على الشباب ،وهو رهان رابح بكل المقاييس ، فوجه افكاره الخلاقة لهم وجعلهم وقودا لنجاحه ويبقى هذا النجاح لهم ولأجلهم ، ويبقى ركيزة للبناء بالسواعد الشابة المخلصة الواعية المستنيرة. بقلم / مبارك علي الدعيلج