تشهد العديد من مدن ومحافظات المملكة نمو وتحسن ملحوظ في الخدمات المقدمة من قبل الامانات والبلديات لتجميل ميادين ومداخل المدن والاماكن الترفيهية للمواطنين وذلك بفضل من الله ثم بفضل الدعم والاهتمام اللامحدود من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين. الا وانه وللاسف الشديد ان بعض الامانات والبلديات تقوم بزراعة اعداد كبيرة من النخيل من على جوانب الطرقات وفي الميادين ولم يراعى في هذا مايلي: 1- تراكم عوادم السيارات على ثمار النخيل. 2- التكاليف المالية للعناية بالنخيل. 3- عدم الاستجابة لمطالبات الباحثين والاكاديميين المطالبين بالتوقف عن زراعة النخيل واستبدالها باشجار اخرى. 4- الاستهلاك المائي الكبير للنخلة والذي يقدر بحوالي 200-300 لتر يوميا حسب الظروف البيئية والموسمية. فلو افترضنا ان احد مدن منطقة القصيم بها (3000 نخلة X 200لتر) فالاجمالي سوف 600 الف لتر (600 متر مكعب) يوميا و 219 مليون لتر(219 الف متر مكعب) سنويا تقريبا. ولاننسى ان هذا افتراض.... وفي مدينة واحده فقط...!!! ولم يكفتى بهذا الاهدار الكبير للمياه وحسب بل لجأت العديد من الامانات والبلديات الى زراعة هكتارات من المسطحات الخضراء (الثيل) في الميادين والحدائق العامة ناهيك عن التكاليف المالية للعناية بها. كذلك اتعجب عندما يتم ري هذه المساحات الشاسعة ظهرا ودرجه الحرارة تكون اعلى من 45 درجة مئوية والتي يكون معدل الري مزاجيا بامتيازلهذه المسطحات..!!. كما ان المواطنين ليسوا بحاجه الى هذه المساحات الشاسعة المزروعة بل ان حاجتهم تقتصر على حيز بسيط موفر بها خدمات بسيطه (مكان للشواء- دورات مياه نظيفة (اكرمكم الله)- العاب اطفال). كما انه ليس من الضروري ان تكون هذا الاماكن مزروعة بل من الممكن ان يستعان ببعض الانواع من الرخام والبلاط البارد والذي يفي بالغرض ويوقف الهدر المالي والمائي. لهذا نجد ان العديد من الدول المتقدمه وبالرغم من توفر مصادر المياه فيها وبكميات كبيره لديها الا انها لا تلجا في التجمبل والتحسين والتنسيق الى ما سيكون مكلفا في صيانته والعناية به. وما اثار دهشتي هو ان الاقلام التي كانت تكتب والالسن التي كانت تتكلم عن اهدار المياه لزراعه القمح والبرسيم توقفت او بالاحري تجمدت ولم نسمع منهم اي تعليق على ما يحصل الان من اهدار للمياه وبكميات كبيرة جدا. اليس هذا ماء وفيه استنفاذ للمياه الجوفية؟؟!! عجبا عندما كانت المياه تهدر(كما يقال) لري القمح والبرسيم للمساهمه في الامن الغذائي والوصول للاكتفاء الذاتي كانت الانتقادات تتوالي والمقالات تزاحم في اعمدة الجرائد والمجلات. بل ان النقد وصل الى المطالبة بوقف الزراعة نهائيا ولم تكن المطالبة بايجاد حلول ودفع العجلة الى الامام. وعلى النقيض من هذا ان لم نشاهد ذلك الزخم الكبير من التحذيرات وغيرها عندما اهدرت المياه بشي لايسمن ولا يغني من جوع من ري للمسطحات الخضراء والنخيل. نعم انا لا انكر ان المياه الجوفيه لدينا هي مياه غير متجدده لكن بالامكان الاستعانة بالسدود ومياه الصرف الصحي وغيرها والحلول كثيره جدا وليس هذا هو محور حديثي هنا. كذلك انا لست ضد زراعة النخيل بل انني مع كل عمل يسهم في خدمه الوطن والمواطن لكن ان تكون بمزارع متخصصة بها وتوفير الاهتمام اللازم بها للحصول على اعلى انتاج. وفي الختام اناشد وارجو من المسؤولين في الامانات والبلديات وعلى راسهم المسؤولين في وزارة الشوؤون البلدية والقروية ان يراعوا في تجميلهم وتحسينهم للمدن التقليل من استهلاك المياه. . صالح الهويريني كلية الزراعة والطب البيطري جامعة القصيم