عندما يتربع الامل والطموح مكامن الفرد ، ويشتاق الى عودتة بعد طول السنين التي قضاها في الخارج ، دارساً افضل العلوم ومطرزاً أعلى الدرجات ، ليُصدم بواقع عملي محبط للغاية ، ذلك الواقع المُر الذي يبحث عن أقل المراتب العلمية لتقل قيمتة الشهرية ، مستبعداً من يحمل خبرات قد تكسب صاحب العمل مبالغ مضاعفة . هذا حال مبتعثينا وهذة حالة شركاتنا !! المبتعث يبحث عن الافضل .. وأغلب الشركات ترغب وتستقطب دائماً الأقل تعليماً ، لانهم في الاساس يريدونه صورياً فقط ، ليستخرجوا من خلاله شهادات غير مستحقة ، أو ليهربوا من دفع رسوم رخص باهضة , انها معادلة دنيئة ! . اليس من هدر المال تدريب وتعليم اشخاص لعدة سنوات وفي نهاية المطاف يطرز " مؤهلة العالي " بجانب شهادتة الثانوية في غرفة نومة ؟ اليس أولى بإعطاء هؤلاء الفرص أكثر من الكُهّل الرابضين بمقاعدهم لعقود عدة ؟ التجديد أمر مستحسن في كافة المجالات وهذا ما يسري ايضاً على الجماد ! فسيارتك التي تفتخر بها حالياً وتتباها بتقنياتها ستصبح بعد عدة سنوات غير صالح للاستخدام وستوصف بالبدائية , هذا الوصف احسستة مناسباً لتفكير المتربعين على هرم الجهات الهامه . القادمون من " ابتعاث" هم أناس اتوا بخبرات عديدة وبتجارب فريدة ويريدون فقط ان نحتضنهم ونمنحهم الثقة وحتماً ستجد عجلة التطور تدور بسرعة وبإتزان . شبابنا في أعمار الزهور ، متعلمون ، مثقفون ، يحملون مؤهلات بدرجات عالية وشهدات شرف وتقدير من مصادر تعليمهم ! تجدهم كل صباح حاضرين للحياة والعمل لانهم اعتادوا على العطاء في هذا الوقت ، ولكن هي مجرد إفاقة من نوم عميق ويعيدة الاحباط الى فراشة مرة اخرى ليغرق في احلامة الوردية التي يسعى الى تحقيقها ليل نهار . العائدون من الابتعاث يريدون نظرة حتى لو من طرف عين ! المهمة ان يُنظر لهم .. وهذا لن يتم الا بتجديد الدماء .. فجدِدوها أرجوكم . بقلم / ناصر بن عبدالعزيز العقيّل [email protected] تويتر : @alogayil