أم عبد العزيز عملت منذ ثلاثين سنة بالخياطة والتفصيل والتطريز اليدوي، وهذه المهنة التي كانت والدتها تعمل بها وتكسب بها رزقها، ورثتها أم عبد العزيز من والدتها وتعلمت منها التطريز والتفصيل بدقة وإبداع، ومن هنا انطلقت أم عبد العزيز، فالخبرة التي حصلت عليها من والدتها وأعمالها اليدوية التي تجذب الزبونة بالاضافة لحسن التعامل والدقة في مواعيد التسليم، جميعها ساعدتها طيلة هذه السنوات على إتقان مهنة الخياطة، وتقول أم عبد العزيز: بناتي يساعدنني كثيرا فأنا لا أجيد القراءة والكتابة، ولكن أعمالي التي تتحدث عن أدائي الممتاز، وتقول أم عبد العزيز: بعد انفصالي عن والد أبنائي العشرة أصبحت اعمل بالخياطة والتفصيل أكثر من قبل حتى لا أحتاج إلى طلب المال حتى من والدهم فأبوهم كان يعمل "متسببا" ويقدم لهم نفقة مالية حسب ما يتيسر له. وتابعت أم عبد العزيز قائلة: قررت أن أسعى بكل ما أستطيع حتى أعلم أبنائي ويحصلوا على الشهادات العليا والمراكز المرموقة في المجتمع، فأنا أم وأعد أبنائي للوطن الأم. وتقول أم عبد العزيز: كنت في البداية أفصل وأخيط بمبالغ زهيدة لا تتجاوز 20ريالا، إلا إذا احتوت القطعة على تطريز فان أسعارها تصل إلى 50ريالا، أما الآن الحمد لله أصبحت أفصل الملابس بما يقارب 200ريال، والتطريز يعتمد على الوحدة المطرزة، أما المواد الخام، فالزبونة هي التي تحضرها حتى تكون القطعة النهائية حسب ذوقها وما تريده، وإذا كان هناك نموذج طباعي تريد التطريز عليه تطبع الشكل المرغوب وتحضره لي لأطرزه لها ومن هنا جاءت شهرتي في التطريز والابداع الزخرفي. لقد توسعت أم عبد العزيز في أعمالها حتى شملت الاتفاق مع بعض المدارس لتطريز عباءة حفل التخرج باسم الطالبة وتاريخ التخرج لجميع الخريجات وظهرت العباءة بالشكل المطلوب، وأخيرا ذكرت أم عبد العزيز أن الزبونات المترددات عليها من جميع فئات المجتمع ويكثر الطلب على التطريز والبنجابي، أما الطلب الأكثر فهو على الجلابية التراثية وخاصة المطرزة منها.