رفقا بأبنائكم الخريجين الذين صالوا, وجالوا, وجدوا, واجتهدوا ,وسهروا الليالي, طيلة السنوات الماضية حتى حصلوا على درجة البكالوريوس في تخصصاتهم. فلماذا بعد هذا كله تأتون لنا باختبار يُدعى ((قياس)) إلا إنه في الحقيقة وجع ((للرأس)) ... لينسف جهود الطالب المبذولة خلال مراحله الدراسية ويختزلها في اختبار لا تتجاوز مدته ثلاث ساعات ليتحدد مستقبل الخريج من خلاله, في وقت كان يعد الأيام والليالي والساعات والدقائق كي يحصل على وثيقة تخرجه ليلتحق بالوظيفة المناسبة حتى يبني حياته المستقبلية ويعيش حياة آمنة مستقرة ..فلم يكن يتخيل الخريج الجامعي أن يأتي يوما تقتل فيه طموحه وتدفن آماله وأحلامه في التراب,, بل كان يمني النفس بأن يذهب إلى عمله مع كل إشراقة شمس ,وإطلالة يوم جديد كي يساهم ولو بالقليل في خدمة وطنه الغالي الذي نشأ وتربى على ترابه الطاهر ...إلا إن ((قياس)) كان له رأي آخر. * لو علم هؤلاء الخريجين بأن العقبات والألغام ستوضع في طريقهم بعد تخرجهم وأن الوثيقة ستظل حبيسة الأدراج لما التحقوا بالجامعات والكليات بل لجلسوا في البيوت مع العاطلين من حملة الثانوية العامة ((إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا)). * المضحك المبكي ياعزيزي عندما تسمع احد المسؤولين يقول: وُضع هذا الإختبار كونه يحدد الطالب المتميز من غيره ,, لكن الواقع عزيزي المسؤول يقول عكس ذلك حيث أنني أعرف كثيراً من الطلاب دخلوا هذا الاختبار ودونوا إجابات عشوائية (ونجحوا)، بل إن احدهم يقول لي :لم أقرأ فقرة واحدة من أسئلة الاختبار وفي الأخير وجدت نفسي قد اجتزت النسبة المطلوبة و بتقدير مرتفع !! *يتحدثون عن مصداقية هذا الاختبار وعن الفائدة الكبرى التي ينعم بها التعليم من وراءه ... أي مصداقية وأي فائدة جلبها لنا سوى وجع الرؤوس... وضياع الفلوس. * من خلال ما قرأنا وسمعنا يتضح لنا بما لا يدع مجال للشك أن هدف هذا الاختبار واضح وضوح الشمس في رابعة النهار وجلي وعارفه الصغير قبل الكبير ,,آلا وهو الكسب المادي ولا شيء غيره ولو لم يكن كذلك لوضع التسجيل مجانا او برسوم رمزية. *إن أرادوا أن يدفع كل خريج (ألف) ريال سنوياً مقابل إلغاء اختبارهم الموقر لفعل الخريجون ذلك،، كي يتفادوا البطالة التي أصبحت تنتشر في مملكتنا الغالية انتشار النار في الهشيم وبمباركة من ((قياس)) . **همسات في أذن من يهمه الأمر** ** وظفوا أبنائكم العاطلين فهذا من ابسط حقوقهم ليعيشوا حياة كريمة لا أن تجلبوا لهم الهم والغم والأمراض المزمنة فالمستشفيات لا تحتاج إلى مزيد من هؤلاء. ** أيها المسؤولون إن كنتم لا تعترفون بكفاءة وجودة الجامعات السعودية فقولوها صراحة وبصوت عال وبلا خجل واتركوا تلك الطرق الملتوية . ** ألم يكن كافيا ذلك الاختبار الذي أجري للطلاب عقب تخرجهم من الثانوية العامة ؟؟!! أم ان مؤشر ميزانيتكم انذر باللون الأحمر فأردتم إعادة اللون الأخضر . ** سابقا كان الشخص اذا تخرج من الجامعة ،،تقام له الاحتفالات ،وتقدم له الهدايا,أما الآن فأصبح يقام له مجلس العزاء والمواساة ,,لأنه سينضم الى العاطلين رغم حصوله على درجة البكالوريوس. سعيد دكمان البجالي [email protected]