لقد أصبح لدينا الاحتراف مطلب أساسي في كل شيء إن فهم طبعا بوجهه الصحيح , وضرورة يجب على الجميع التعامل معه , و العمل به , وبات لزاما على المسئولين أيضا دخول عالمه , بل أن بعض المسئولين دخله فعلا وأصبح محترفا لا يشق له غبار , ولكن بطريقته الخاصة وبما يخدم مصلحته , وهذا المفهوم يختلف عن مفهوم الاحتراف الحقيقي , ولعلنا نسلط الضوء على أحد المسئولين المحترفين الذي فهم معنى الاحتراف جيدا , وتمرس به , وأصبح يستخدمه تارة لتغطية أخطاءه , وتارة أخرى لاستمراره أطول مدة ممكنة , فهذه المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بقيادة محافظها المخضرم الدكتور علي الغفيص , وهو من المسئولين الذين أجزم " من واقع تجربة " أنه فهم اللعبة جيدا , وتمكن من الاستمرار لأكثر من 10 سنوات في هذا منصبه , وتغلب أكثر من مره على أخطاء كارثية واجهته . فعلى الرغم من افتتاحه للعديد من المباني لغرض سرد نجاحاته , وانجازاته , التي حدثت في عهده , إلا أنها " أي المباني " للأسف تفتقد للمتدربين الذين يملئونها , إضافة إلى الصيانة السريعة التي تحدث بها رغم حداثتها , والحالات الكثيرة لانقطاع التيار الكهربائي فيها , ناهيك عن مواقعها التي غالبا ما تكون في أودية , أو يكون الوصول إليها بطرق وعرة , وكان نتيجة كل ذلك عرضها للبيع إن صح التعبير عن طريق ما يسمى بالشراكات الإستراتيجية وهي سياسة بدأ بتطبيقها المحافظ للهروب من فشل إنشائها بدون استراتيجيات صحيحة , وهربا من ضمها للتعليم العالي بعد ما أيقن الجميع غرق المؤسسة , واتفقوا على أن الحل في ضمها . وما بعد مشاكل المباني مشاكل السلف المفتوحة التي تفتقد للرقابة الشديدة , والمحاسبة الدقيقة , ليُدخل بها من صرفت له السلف مصلحته مع مصلحة العمل , أو يُدخل مصلحته فقط , والشواهد والأدلة على ذلك كثيرة . أما ما أبدع به محافظ المؤسسة بأن جعل المصلحة العامة ذريعة لأغلب تصرفاته , وهو نظام مرن كما يعلم الجميع , ويستخدم لأكثر من غرض , فالطامة الكبرى في أن هذه الذريعة أو كما اسميها بالخديعة أن أفضل من يمثلها نفس الجهة , ولذلك كانت كما يقال عصا موسى بالنسبة للمحافظ , جعلته يشتت أكثر 50 عائلة دون تدخل ينصفهم , رغم معرفة من تدخل لحلها خللها , ولعل هذا هو الظلم بعينه أن تظلم بخديعة يعلم الجميع بها دون مقدرتهم على تقديم المساعدة , وهذا ما جعل تطبقها مرة أخرى في الكلية التقنية بينبع سهلا , فلا شك في أنه سوف يشتت منسوبي المؤسسة , لأنه لم يجد من يردعه . يجب علينا نحن كمواطنين بسطاء أن نحترف أيضا مثل ما احترف مسئولينا , ولكن هل يكون احترافنا بالسكوت عن الظلم والضرر الواقع علينا والامتثال للأمر , أم أن نعرف كيف نواجه أفعال قد تظلمنا أو تضرنا ونسلك جميع السبل القانونية , والوسائل المشروعة , لنرفض جميع ما قد يظلمنا أو يوقع الضرر بنا . عبدالباقي محمد المشيقح @abdulbaqialmosh