كلنا في دائرة الدين بلا استثناء، لكن لم نكن في دائرة ما يقتضيه الدين وما يتطلبه المعنى الكبير للدين هذا ما نحن فيه اليوم وتلك هي الحقيقة التي نقولها ولا نخشى القول فيها ونقول إن دين الله محفوظ. فالدين بمعناه وحقيقته هو اليوم عند القلة القليلة من عباد الله وهم الذين لا يظلمون الناس ولا يأكلون حقوق الآخرين ولا الذين يلتحفون بالمصالح العامة ولا الذين يحترفون الغش والخديعة في البيع والشراء وقهر الآخرين واستغلال ظروفهم التي جعلتهم مضطرين للمحترفين في سلبهم ولا الذين هم بالرشوة والربا والمحسوبية يصلون إلى أهدافهم ويحقّقون مآربهم ولا الذين بالدين يتشدقون وهم من الدين بعيدون، هذه الأمور نحن جميعا فيها إلا ما رحم ربي وقليل ما هم. إذن، آصبح الكثير منا كمية الدين لا نوعيته وعدده لا عدته، دواعي النصر لنا على الأعداء غير متوفرة، والهزيمة نحن فيها، والذل طوق الأمة. هذا هو واقعنا والعواقب وخيمة وقد اقتربنا منها، فأي فخر نحن فيه، وأي اعتزاز سوف ننشده، ليس من ذلك شيء سوى ما نحن إليه سائرون إن لم يرحمنا الله بقلة المؤمنين منا والتي لا تعرف لقلتها. تغيرت أمور واختلفت أخرى فأصبح الكثير من مقومات الدين وثوابته تهدم من الذين ينتسبون إليه، فكفينا أعداء الإسلام المؤنة في ذلك الفقه، تفقه الكثير فيه على بصيرة وتجرأ الأكثر فيه على غير بصيرة فقوم على الصواب بأحكامه وقوم على الخلط والغمط ظنوا أنهم بالفقه فقهاء. فأهل الخلط جهلة وأهل الغمط قد زلت بهم الأقدام فهم أهل نكث وانتكاس أعاذنا الله من ذلك.. فأصبحنا اليوم لا نخشى على ديننا من الأعداء أكثر ما نخشى من المنتسبين إلى الإسلام والمندسين فيه والمتظاهرين بالانتساب إليه تلك هي الحقيقة الواضحة. محسن جهز أبو عقال