في فترة دراستي بمختلف المراحل كنت ارى تعليمنا بوجه عام جيد و لا يوجد فيه العيوب التي تؤدي لعزوف بعض الطلبة و الطالبات عن الدراسة والتي بالتأكيد تملك في طياتها عيوب مختلفة في التعليم لدينا .. لكن قد تكون نظرتي في تلك الفترة ضيقة ومتمركزة على تجاربي الشخصية فقط كطالبة مع تعليمنا ومعلمينا اللذي قد يكون حالفني الحظ بأكثر الكوادر التي قامت بتعليمي , فلم ألحظ أي عثرات او عقبات وضعت منهم أو بسببهم . لكن كما يقول المثل " اللي يعيش ياما حيشوف " و رأيت أكبر عيب ومشكلة تهدد مستقبلنا التعليمي كمجتمع عامة وأبناء لهذا المجتمع خاصة .. إن توفر التعليم السليم بالأسلوب السليم حصلنا على مجتمع ناجح وفعال .. لكن أن تواجدت أساليب منفرة وقاسية تؤثر سلبا على الطلبة فلا يحق لنا أن نلقي اللوم على أبنائنا معتقدين ان من الصعب التصديق ان تكون اسباب النفور من الدراسة هم معلمين مؤهلين لمثل هذه المهنة التي يعتقد البعض انها سهله ولكنها مهمة ذات ابعاد اخرى لا تقتصر على التعليم فقط انما على التربية وحسن المعاملة , بناء اجيال مؤهلة , تصحيح افكار خاطئة وغيرها الكثير .. وهذا الموقف " غيض من فيض " أن ترى أحد أفراد هيئة التدريس يقول لطالب قام بتقديم أعذار مجازة عن غيابة في بعض المحاضرات : أسف أنا لا أريدك معي أذهب مع معلم اخر سأنقلك معه " بنظرة اشمئزاز " ظناً " أن هذا الطالب مهمل أو يتعمد الغياب دون التأكد من ذالك .. وأن يكرر كلمة لا أريدك معي بأسلوب أشبة بأن يكون أسلوب استنقاص لقدرات هذا الطالب دون الحكم عليه بالتجربة وأن يختتم قصيدته اللطيفة بكلمة : أنا لا أريد طالب مثلك ولا أريد أعذراك دون معرفة قدراته هذه تكون أجمل وأقوى طريقة لزرع أفكار الفشل والتخاذل في رأس أي طالب مهما كان , فالطالب يرى معلميه القدوة التي يتمنى أن يحذو حذوها فأي كلمة تصدر من أحدهم تكون كحكم مؤكد على هذا الطالب دون ان يشعرون , فتقتل مستقبل طالب بنفسك وفي نفس الوقت قد تكون تناقش في كثير من الاجتماعات سبب عزوف الطلبة عن الدراسة أو نفورهم منها ..أستطيع أن اقول " بيده العصا التي يضرب بها ويبحث عنها " قد تكون أنت السبب كمعلم فلا تستبعد نفسك من هذا الأمر ولا عيب في التحسين فالمعلم مربي قبل أن يكون معلم ,لنصل لمجتمع ناجح ومتقدم بشكل أفضل .. التعليم والطلبة أمانة في أيدي هذا المجتمع فيجب الحرص على اختيار من يحمل هذه الأمانة بالشكل السليم . ندى العمير