نعم الشباب والأهلي في بريده !! حلمك علي أيها القاري لا تستعجل ولا تستغرب وجود الناديين في بريده !! . قبل خمسة عقود من الزمن كان التعاون يسمى بنادي الشباب وكان الرائد يسمى بنادي الأهلي على أساس أن لكل منطقة مسمياتها الخاصة بها حتى لو تكررت أسماء الأندية بين المناطق وبعد تحديث المسميات تغير الشباب إلى التعاون والأهلي إلى الرائد ومن ذاك الوقت والصراع والتنافس الشريف بينهما على أشده حتى بعد أن اقتربا من بعضهم البعض ولا يفصل بين موقعهما سوى بضعة أمتار . . من المعلومات التي لا يعرفها أكثر محبي الناديين أنهما من أوائل الأندية التي جلبت اللاعب الأجنبي من خارج القصيم وبالأخص الرائد عندما استقدم لاعبين مشهورين هما توكا ونجيب ( معلومات من الذاكرة ) وقيل لولا توكا ونجيب ... ما صار الأهلي عجيب .. . ومن أطراف الذاكرة أيضا وقد تكون طرفة أو أنها حدثت مرة واحدة أن حكماً من الحكام اشتهر انه عندما يرتكب اللاعب خطأ يقوم بضربه وكان يتمتع بشخصية قوية جدا بحيث تقل الأخطاء عندما يكون حكماً .. . أيضا هناك لاعب استقدمه نادي التعاون هو عبدالله ابويمن من نادي الوحدة عندما كان نداً قويا للأندية الكبيرة , . من الذاكرة أيضا أن ارتياد الأندية في ذاك الوقت يعتبر من خوارم المروءة عند كثير من الآباء لذلك أحجم كثير من الناس إلحاق أبنائهم بالأندية مما كان سبباً في وأد المواهب في مهدها وهذا من أسباب تأخر الرياضة في المملكة وبريدة على وجه الخصوص . . قرأت في تاريخ الناديين انه تم تأجيل إحدى مبارياتهما بسبب تدخل ( المتطوعين ) وإيقافها نظرا لدخول وقت صلاة المغرب ولم تنتهي المباراة ( احتمال أن فيها أشواط إضافية وركلات ترجيح ) علما أن ضربة الزاوية أو ( الكورنر) كان يحسم المباراة . . أيضا لم يكن لرجال الأعمال دور يذكر في دعم أندية المنطقة للسبب المذكور وبعضهم يرى أن الرياضة مضيعة للوقت . . من الذاكرة أيضا أن الناديين احدهما في الجهة الشمالية من بريده والآخر في الجهة الجنوبية (الشباب بالجنوب والأهلي بالشمال ) وعلى ساكن الجنوب أن يكون حذرا عندما يذهب للشمال لأنه سيسأل عن ميوله الرياضية وهي عبارة دارجة ( وش تشجع ؟ ) والويل لك إذا كنت في الشمال وقلت أشجع الشباب أو بالجنوب وقلت أشجع الأهلي . . قد يتحايل عليك احدهم ويوحي لك بأن ميوله أهلاوية وعندما تجامله وتذكر انك توافقه وتذكر عيوب نادي الشباب عندها يجب أن تكون مستعدا للدخول في المعركة التي دائما ما تكون خاسرة لأن الكثرة تغلب الشجاعة . وإذا أردت الخروج بأقل الخسائر وقلت لا أشجع الكرة عندها ستتهم بالرجعية والجهل والتسفيه وغيرها من التهم ألأخرى ولن يعفيك ذلك من دفع ثمن مرورك من الحي ! . من الذاكرة أيضا أن ( سروال ) حارس المرمى مبطن بالقطن لكي يحمي اللاعب إثناء السقوط على التراب وعادة ما يكون باللون الأسود وفوق الركبتين . . من الذاكرة أيضا أن كرتنا التي نلعب بها في ذلك الوقت هي كرة من المطاط المصبوب صبا وهي اصغر بكثير من الحجم العادي وسعرها بريال ونصف . . . وإذا قدر الله ورماها احدهم فوق سطح الجيران هنا سيكون الإعدام نصيبها خاصة إذا وقعت بيد الأب الذي دائما يتذمر من وجود ( الجحلط او الدشير على حد قوله ) وهو الوصف اللائق لكل من يلعب الكرة في الظهيرة والقايلة ( القايلة هي الفترة مابين صلاة الظهر وحتى صلاة العصر) وهي الفترة الذهبية للنوم خاصة الآباء . . . إذا لم نتمكن من تدبير ثمن الكرة البديلة نضطر لصنع الكرة الخفيفة وهي عبارة عن طاقيتين وبينها بلونه منفوخة , وقد نضطر للعب في كرة مصنوعة من الشُراب أوالجوارب ! . احدهم باع عناقه ( العناق شقيقة التيس ) لكي يدبر قيمة الكرة والملابس الرياضية للفريق !! . كنا نستخدم الإطارات للوثب الثلاثي والرباعي ( العاب قوى ) وكنا مبدعون في سباق الجري ( اختراق الضاحية ) وكانت الجائزة للفائز الأول عبارة عن قارورة ( توت ) ! المقصد أن حب الكرة وممارسة الرياضة بشكل عام كان من أهم أولوياتنا رغم المصادمات العنيفة مع المجتمع الرافض لها ولو وجدنا قليلا من الاهتمام لكان لنا شأنا رياضيا يسجله التاريخ .. . الذاكرة فيها الكثير لكن لا أريد الإطالة ,, للجميع التحية ,, علي بن محمد العليان / الخبر [email protected] @olayan_ali