سأل سائل الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته أن لديه مبلغ كبير لأبيه المتوفى وأنه محتار في مايلي هل يبني له مسجدآ ؟ أو يبني له مركز صحيآ ؟ أويقيم له مركز تدريب وتعليم ؟ فأفاد الشيخ بعد الحمدلله : مستشهدآ بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا , وأن كل الأرض مسجد, والأولى مركزآ صحيا لمعالجة أبناء المسلمين , ثم مركز تدريب لتعليمهم صنعة تقيهم من الفقر , إذآ فالصحة والتعليم والطرق لانقبل عليها أي مساومة . ففي بلد تبلغ مساحته 2,240,000ويمثل اكبر دوله مساحه في الشرق الأوسط وفي المركز الثاني عشر من بلدان وقارات العالم الذي يحتوي في مجموعه على 214 دولة أكبرها روسيا ثم كندا ثم الولاياتالمتحدةالامريكية التي تتضمن خمسين ولاية ثم الصين والبرازيل والهند تبقى بلادنا متربعه على أكثر بلدان العالم مساحه وصحراء متناهية الاطراف وشعب قليل لايمثل( 11) في المليون فقط من مساحته الشاسعه , والملفت للنظر أن أكثرمن سبعين في المائة من الشعب لايمتلكون أراضي في بلدهم في حين شخصيه واحده تتملك حوالي 500 مليون متر مربع من الأراضي الشاسعه في المملكه وفقا لما ذكره صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز , بمعنى أرض واحده أو ملك واحد حسب المساحه المذكوره قد يكفي الى مليونين وخمسمائة الف مواطن يتم منحهم مساحه تمثل الحد الأدنى لإقامة مسكن عليه ,, من ذلك الشعب السعودي النبيل ومع ذلك تبقى مسألة واحده ملحه تتعلق بكيانات مهمه وهو قطاع الصحه وقطاع النعليم وقطاع الطرق وأهمها الصحه نعم الصحه الذي أعلنها وزيرها على لسان وكيل وزارة الصحة للطب العلاجي بأنه لايوجد اراضي لاقامة مراكز صحيه في بعض المدن .... لقد تأملت في التصريح المذكور ووجدتها كارثه بالفعل إنها كارثه , نعم كارثه تلك البروقراطيه العجيبه , التي تسمح بالاستيلاء على تلك الاراضي عيانا بيانا , في حين أنها لاتستطيع توفير . أرض لإقامة مركز صحي أو مدرسه أو مقر ثابت لإداره حكوميه التي دفعت ايجار لها منذ عشرون سنه تعادل بالفعل قيمة شراء أرض واقامة مبنى يعادل مساحته الحاليه بعشرات المرات .. نحن بالفعل شعب عجيب , تستأذن وتتأخر وتنتظر أخذ إذن لإفتتاح مركز تعليم او مستشفى او مركز صحي اوطريق يطلق عوق المدينه من الشرق للغرب او الشمال الى الجنوب , أو اعمدة كهرباء تضيء تلك المحافظه او المدينه بحجة ان ذلك الاجراء هو العدل , نعم نحن مع العدل لكن المصلحه العامه مقدمه على المصلحه الخاصه وبناء عليه يجب معالجة ذالك الوضع مع ما يتخلله من عوائق ... من عبق الماضي ممن استولى على تلك الاراضي دون وجه حق ., أواشتراها في ماضى ممن لديه ذرة حق او ليس لديه حق , لكنه دفع قيمتها وأثبت شراؤها , بأن لايقف ماذكر عائقا امامنا وأن واجبنا تجاه وطننا يفرض علينا ان ننطلق , وان لانتوقف في افتتاح مركز صحي او مدرسه او مركز تدريب أو استمرار طريق وأن لا نظلم أي أحد في ذلك , وذلك بأن يتم تعويض كل ذي حق حقه ماديا أو نقل ملكه بنفس المساحه لموقع أخر , وليبق وطننا شامخا وتاريخنا يذكره غيرنا منارة للعدل والاحسان. لمحة بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ظنوا علي كرام فهد بن ابراهيم العييري [email protected]