عندما يتعرض أي جهاز حكومي أو أهلي للنقد أوكشف السلبيات من قبل وسائل الإعلام وبالذات المقروءة منها يقيم المسئول عن ذلك الجهاز أو ذاك الدنيا ولايقعدها على ذلك الصحفي ويصب جام غضبه عليه وكأن ذلك الصحفي دخل بيته وأنتهك حرمة منزله ولم يدرك ذلك المسئول أنه عندما تقلد إدارة ذلك الجهاز أصبح هو وجهازه حق مشاعا للناس أجمعين ولم يكن قبل أن يتقلد منصبه هذا ممن تلاحقه الصحافة أو الأضواء .. المسئول بغضب عندما ينتقد جهازه ظنا منه أنه وجهازه معصومين من الخطأ والزلل وكأنه لم يسمع قول المصطفى عليه الصلاة والسلام فيما معناه ((كل ابن آدم خطائين )) وكأنه والعاملين معه في جهازه فوق الناس لأنهم على قناعة تامة داخل نفوسهم أنهم يقدمون للناس خدمات مجانية وأنهم جأوا لميدان العمل تطوعا وتبرعا ونسوا أوتناسوا جاهلين أومتعمدين أنهم يتسلمون رواتبهم الشهرية كاملة غير منقوصة ولونقص منها ريال واحد لحدث منهم جلبة وضوضاء .. ومن هنا كان حقا على الصحافة أن تكشف مستور المتلاعبين وأن ترفع أمام هؤلاء السيف والقرطاس والقلم غضب منهم من غضب ورضيا من رضي ولن تكون هناك مجاملات أومحسوبيات .. دعونا نسترجع التاريخ قليلا فما حدث في جدة شىء يندى له الجبين وماحدث في تخصصي بريدة عندما داهمته السيول قبل بضع سنين شىء يرثى له.. طالعوا الصحافة اليوم هي تنقل لنا أخبار المشاريع المتعثرة هنا وهناك أليس ذلك بسبب الفساد الإداري الذي تفشى وأفسد علينا جمال التنمية بمشاريعها الحيوية وأرقامها المباركة والتي تدخلت في بعضها العاطفة ومجاملة مسئول يغضب ويتشنج لأن جهازه تعرض للنقد وهبت عليه عاصفته الهوجاء وهو الذي (النقد) كشف المستور ورفع الغطاء بأمانة ونزاهة عن عيوب وسلبيات تلك المنشأة أو ذلك الجهاز .. أيها المسئول لاتغضب وقد أوصانا بها سيد المرسلين وخاتم الإنبياء أيها المسئول جادل بالحكمة والموعظة وكن رفيقا بالصحافة وحملة القلم ففيهم أصدقاء لك ومحبون يأملون الخير ويحبون أن ينهض جهازك إلى المراتب العلا .. فإن قسوت أوغضبت فستجد نفسك يوما تغرد خارج السرب وستقع في شر أعمالك ولن تجد من بين المطبلين لك من يساعدك أويقف معك.. وفق الله الجميع . سليمان بن على النهابي [email protected]