ساهمت التقنية الحديثة في مجال الاتصال والإعلام كثيراً في تثقيف كافة شرائح المجتمع ، وأصبح كل فرد في هذا العصر مطلعاً وملماً على كل ما يجري حوله من أخبار ، وثقافة دينية وعلمية واجتماعية ، ورغم أن هذه التقنية لها سلبياتها ، إلا أن الإيجابيات تفوق السلبيات وبنسبة كبيرة . كما أن هذه التقنية أعطت الدعاة دفعة قوية في إيصال رسالتهم الدعوية النبيلة والخيُرة إلى كافة أفراد المجتمع ، لذا فمحاضراتهم وندواتهم ودروسهم التي كانت سابقا لا يستفيد منها إلا حاضروها ، الآن أصبح الكل يشاهدها ويسمعها ويقرؤها عبر هذه التقنية ، سواء عن طريق القنوات التليفزيونية أو عن طريق اليوتوب أو عن طريق رسائل whatsapp وغيرها من وسائل الاتصال والإعلام الأخرى . لكن ورغم الجهد الكبير الذي يقوم فيه هؤلاء الدعاة جزاهم الله خيراً في إيصال رسالتهم ، إلا أنه في الوقت نفسه قد خلق نوع من الملل لدى المتلقي ، نظراً لكثرة الظهور من خلال تلك التقنية ، ومعها قد تختل رسالة الداعية وقد لا تلقى القبول ، نظراً لاستهلاكه إعلامياً . العلماء والمشايخ والدعاة هم طوق النجاة لهذه الأمة من الخروج عن طريق الحق وتعاليم شريعتنا السمحة ، لذلك عندما يستهلكوا إعلاميا ، يكون هنا الابتعاد عن المشاهدة والسماع وأيضاً القراءة . إذاً وحتى يستمر الدعاة (وأخص الدعاة فقط ) لأنهم الأكثر في الظهور من خلال تلك التقنية ، يجب أن يكون هناك تقنين موحد بين الدعاة ، ويجب أن تتولى وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد هذا التقنين ، بدلاً من العشوائية وكثرة الظهور ، حيث نجد بعض الدعاة محتسباً جزاه الله خيراً ، يتواجد دائماً على الساحات الإعلامية المختلفة ، غافلاً أن كثرة الظهور قد تولد النفور ، والعكس صحيح . يعلم الله سبحانه أننا نحب هؤلاء الدعاة في الله ، ونسر كثيراً لسماع محاضراتهم ودروسهم ونصائحهم ، ولكن فقط لا نريد أن يملهم الغير من كثرة الظهور ، ومعها ينعدم قبول محاضراتهم ودروسهم ونصائحهم . وختاماً ندعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ علماؤنا ومشايخنا ودعاتنا ، فبعلمهم ومحاضراتهم ودروسهم وندواتهم ونصائحهم ، يضيء نور الحق في دروبنا وحياتنا ، وندعوه أيضاً أن يحفظهم ليكونوا سداً منيعاً لمن يحاول الإساءة لعقيدتنا ومبادئنا وقيمنا وأخلاقنا..إنه سميع مجيب . والله من وراء القصد ...ودمتم بخير . [email protected]