القرار لحظة فارقة بين ما يسبقها من أحداث وما بعدها, وكل فرد منا لابد أن يكون قد مر بهذه اللحظة وتختلف مراحلها باختلاف القرار وتأثيره عليك, على الرغم من تجاهلنا لمهارة اتخاذه وعدم التفكير في تلك المهارة إلا عند وصولنا للحظة نحتاج فيها اتخاذ القرار, وقد تكون ثقافة تربى عليها الفرد وتتجاوزه إلى المجتمع وتنتهي إلى أزمة في صناعة القرار على مستويات أعلى. وتظل القرارات التي تمر على الفرد منا بحاجة إلى الحسم وعدم التردد , ومع تطور وسائل الاتصال وثقافة التحليل وعرض القضايا التي تهمنا اجتماعيا وتربويا بل وصحيا وسياسيا واقتصاديا وفق آراء متعددة وتصل من خلالها لقناعة تحدد لك اتجاهات واضحة في ممارسة اتخاذ القرار, ثم يأتي ما يناقضها ويربك صناعة القرار, حتى في مجال العمل قد تسير وفق آلية مقترحة وتنظيم, وبعد فترة بسيطة يأتيك ما يناقضها, والأخطر أن بعض هذه المفاهيم المتناقضة قد تمس الثوابت والتي في مراحل عمرية من حياتك لا تقترب من حتى مجرد التفكير فيها, لأنها مسلمات رسخت لديك وفق منظومة اجتماعية وعلى مدى زمن ليس من السهولة تغييره, مما ولد فينا الشخصية المترددة في اتخاذ القرارات, وأصبح الفرد يسبح في عالم متغير من القرارات سواء داخله أو من ما يحيط به, ووصلنا لمعضلة بل وأزمة في اتخاذ القرار, وقد تعلمنا أن هناك قاعدتين ذهبيتين في اتخاذ القرار أولهما الشورى المبني على دراسة متأنية, و المقترن بالاستخارة والثانية التوكل المقترن بالعزم وعدم التردد ,وليتنا نجعل منهم سلوك وثقافة في اتخاذ القرارات وحسم كثير من قضايانا الخاصة والعامة, ولن يأتي ذلك إلا بالتدريب والممارسة المنطلقة من القرارات البسيطة والغير مؤثرة في حياتك. فإلى مزيد من القرارات الحاسمة التي قد تغير حياتك في لحظات يمنعك منها التردد. د. سلطان بن فيصل السيحاني