كل منا يسعى في الحياة ... وفق مرجعيته التي نشأ عليها أو التي فرضت عليه بإرادته أو فرضتها ظروف الحياة....والكل بداخله حياة افتراضية يتمنى أن يعيشها ولو للحظة وتظل حبيسة أدراج بركانه الداخلي الذي يتوهج ويخمد حسب التغيرات وقربه من حياته هذه .....ووهج المشاعر جزء من هذا الصراع فالحياة وتبعاتها أبعدت الناس عن نصفهم الآخر وهي الروح -وليست كما يقول البعض بأنها المرأة- فالجسد والروح مكملان لبعضهم وقد تجاهلنا أرواحنا داخل أجسادنا في كل مجال فمشاعر الأب تحولت إلى توفير طلبات المنزل والأبناء ثم المغادرة أو الأحرى الهروب من واقع اختفت فيه كل مظاهر الحياة الأسرية... والزوجة التي تهرب من حياتها وواقعها وصراع عالمها الافتراضي الذي كانت تحلم به وتعيشه في أحلامها على الرغم من التنازلات التي قدمتها من عالمها الجميل على مر السنين ولكن ومع مرور هذه السنين وكل هذه التنازلات لم تجده واقعا في بيتها تعيشه وتتمتع به ويظل وهج المشاعر عالم من الومضات في حياتها قد يضيء لحظات ... ومن هنا ننطلق إلى مجتمع بأكمله يعيش بنفس الدرجة من المادية والجسدية في كل شؤونه وأصبحنا واسمحوا لي بهذا التعبير مجرد أجساد تسير ها الماديات والغرائز وورقيين مجرد بطاقة شخصية وتحكمنا أوراق ومصالح ومبادئ تعرض في المزاد والقائمة تطول من التحول الذي جعلنا مجموعة أجساد وليس جسد واحد ولكن بلا روح..... والحياة التي نحلم بها ستظل غير التي نعيشها حتى لو كان المال وكما يعتقد الكثير هو الحاجز بينهما وما أن يتوفر المال والماديات بكل احتياجاتها وزخارفها ....تبحث عن وهج المشاعر والفرح الحقيقي فلا تجده... وتكسر العين كل هذه الماديات مع الوقت وتبقى حياتك الافتراضية تعيش صراعها ويظل بركانها يغذي هذا الصراع ..... فماذا نريد؟ ومتى نعيش أحلامنا؟ ولماذا حينما تتحقق بعض الأمنيات ليست كما كانت تعيش في عالمنا الذي رسمناه بريشة الأمل .... أجل إنه الأمل إنه الحياة الحقيقية والتي من خلالها تتكسر كل حواجزنا الداخلية ويخمد كل براكيننا الداخلية مهما اشتد ثورانها.......... إنه الأمل الذي به نسعى إلى الله صباحا ومساءا.... إنه الأمل الذي يجعل الأم تتحمل السهر والتعب من أجل ولد عاق أو فتاة مدللة لا تجيد حتى الخضوع بالخطاب أمامها...... فالحياة أمل والسعادة ليست ابتسامه بل هي أمل .... كونوا متفائلين وأصحاب أمل .... ولتكن حياتك التي تعيشها بداخلك قابلة للنقد والحوار وستجد أنك تملك من الواقع والأمل بالله مايغنيك عنها ولكن بشئ من التغيير وتقديم وتأخير في الأولويات والأهداف والقناعة ستجد عالمك الذي قدره الله لك مقترناً برضا ...وروحك وجسدك في توافق بينهما ومع من حولك... ستتوهج المشاعر ويتجدد فيك الأمل ...كن في صراع ولكن مع الذات على الرغم من أثاره الجانبية المهم أن تبدأ ...أسعد الله أيامكم.... وإجازة سعيدة. سلطان بن فيصل السيحاني