ذهبت لمطعم فتوقَفتْ بجانبي سيارة فارهة جداً صاحبها شاب عشريني لفت انتباهي أنه أخفى لوحة سيارته بمطّارة ماء ..!! وهي من المناظر التي تستفزني وتثير إشمئزازي وهي واحدة من عشرات الحيل والتي تنصّبنا بكل جدارة كأكثر شعوب الأرض مخالفة وتحايلاً على النظام وبعد أن دخلنا المطعم تطفلت على ذلك الشاب مازحا ًوقلت : إذا كان ماءُ المطارة بارداً فأنا عطشان فقال : للأسف ليس فيها ماء وإنما وضعتها (علشان أقهر ساهر) يا أخي والله حرام .. ساهر ( ذا ) ما لقى أحد .. يا أخي أنا لا تهمني القيمه أنا استطيع أن ادفن ساهر بفلوسي لكنه نظام يُطبق بطريقه خاطئة ، أنت ما تدري إن ساهر أكل العالم وجحدهم ..!! قلت له: إن كنت تقطع الإشارة وتسرع وتقف موقف خاطئ و و الخ فكلامك هذا و مطارتك هذه مردود عليها . فأقسم لي بالله أنه نظامي ومتقيد بكل قواعد المرور وأنه( يمشي مع الساس ) ومع ذلك لم يسلم من مخالفات وكاميرا ساهر المجحفه . بعد هذه الفضفضه من ذلك الشاب الحانق شرد ذهني ودار بخلدي هواجس فجلست أفكر بطريقة (إعتراضه الرمزي) على النظام وكأنه يقوم بتسجيل موقف من شخص واع ٍ على نظام غير مقنع بأدواته الحالية وطريقة إدارته . وأنا أقول هنا بأن نظام ساهر بشكله الحالي عبارة عن ( عبر ) بكسر العين على غرار المثل العامي الشهير (تعبّر بأم شوشه إلى ما تجيك المنقوشه) ..!! فلا اعتقد أنه يوجد دولة على وجه الأرض تستخدم الكاميرا بهذا الشكل المخجل فطريقة وقوف سيارات هذه الشركة ( الحصّاله ) تبعث الكآبة وتظهرها بشكل ساذج ووقوف المرور بجانبها أيضا (عبر على عبر) وطامة على طامة وكأن ساهر يشعرنا أننا أمام قرارات ارتجالية غير مدروسة وبفلسفة ( يالله مشي حالك ) .عدت للدردشة مع الشاب فقلت له بأنك ذكرتني (مع فارق التشبيه والمضمون ) بالفلاّح الفرنسي الذي افرغ حمولة شاحنته من الطماطم مع مئات الفلاحين على أرصفة شارع الشانزليزية بباريس فتحول إلى نهر أحمر إعتراضاً على إستيراده من الخارج فخضعت الحكومة لمطالبهم وأوقفت الاستيراد من الغد. وما بين انتظاري لتعليق الشاب (العاقل) والمخطئ من وجهة نظري على ذلك الفلاح (المجنون) بتصرفه قطع صوت نادل المطعم حديثنا وأخبر الشاب بأن وجبته جاهزة لكنه قبل أن يهمْ بالخروج رمقني مع غمزة عين خائفه وجله وقال متنهدا ً. إيه.. ( كلن يعترض على قده ) عبداللطيف التويجري - بريده . الطرفيه [email protected]