ببالغ الحزن والحسره والالم رحل صاحب القلب الحنون،وصاحب الاشراقة التي ارسلت اشعاعها للجميع،ومؤسس المدرسة الانسانية التي امتدت في عملها الانساني لتشمل الجميع دون استثناء،تذكرت هذا الرجل الانسان وبكل ماتعنية الكلمة وفي اكثر من موقف ربما لايعرفة الكثير،فلاتزال تلك الصورة الانسانية الصارخة ماثلة امامي عندما التقى طفل يتيم فمسح على رأسة وانهالت الدموع من عينية وهو يداعب ذلك الطفل،كان احساسا وشعورا انسانيا خرج وبتلقائية عجيبة اذهلت الحضور لانها بالفعل لامست جميع من كان في ذلك المكان،وهذا الامر وبكل تاكيد غيض من فيض مما يحملة سلطان الخير لابناء شعبة،تذكرت كذلك حينما كنت مراسلا لاحدى القنوات الفضائية في منتصف الثمانينيات عندما ذهبت لانقل وقائع احتفال مدارس الرياض باليوبيل الذهبي وحاولت جاهدا ان اسجل كلمة يخصني بها سموه في هذة المناسبة،وقد كان الامر يشوبة شيء من الصعوبة باعتبار ان المكان كان مزدحما بالضيوف ووسائل الاعلام،الا انني حاولت الوصول لسموه وهو في طريقة لمغادره المكان وشاهدني احاول الوصول اليه فأمر رجاله ان يتيحوا الفرصة لي لالتقي سموه وبالفعل حصل ذلك القاء والذي كان سريعا ولدقائق معدودة الا انني شعرت ومنذان اقتربت من سموه بتلك الشخصية التي حباها الله بالحضور والقبول الشديدين،ناهيك ان سموه يشعرك وكأنة والدك او احد اقرب الناس اليك،بسمة مريحة مليئة بالمشاعر والعواطف الجياشة تجعلك اسيرا لها ماحييت،المهم انني استطعت ومن خلال ذلك الموقف ان اسجل مشاعري الحقيقية بالشرف الذي اتاحة لي سموه وكذلك احصل على حديث للقناة التي امثلها حصريا والتي سعدت بذلك القاء وقدرت لسموه تلك اللفتة. ويبقى ان اقول ايها السادة هذا التعامل من سلطان الخير هو ديدن سموه مع الجميع ناهيك انه كان رحمه الله يقدر ويجل ويثمن دور الاعلام،وهو الذي غرس فينا مفهوم الاعلام ومعانية والذي يؤكد وانه وبمقدار مايكون الاعلام بناء وذو توجهات فاعلة وايجابية بمقدار ما تتحول النهضة الاعلامية لعنصر بناء في حياة الامم،لكنه وبمقدار ما يكون رخيصا وسلبيا بمقدار مايتيح روح الاتكال والانهزامية في المجتمع،وبهذا المعنى يؤكد سموه رحمة الله ان دور الاعلام هو دور موضوعي وطليعي في نفس الوقت وانه لايحتمل الا الصدق والوفاء والنزاهة،كما ان الاعلام هو الشهادة للتاريخ والتاريخ هو تلك المحصلة الفكرية لتفاعل الاحداث،ولهذا عندما يكرم وكما كان يفعل سمو الامير الاعلام والاعلاميين فانما يحدد المهمة النبيلة للاعلام والتي ينبغي ان تنير الطريق وسط عتمة تلف العالم وما تكريم سموه رحمة الله للاعلام والاعلاميين الا تكريس كذلك لذلك المنهج الاعلامي الاصيل الذي تقوم من خلاله المؤسسات الاعلامية بدورها الحيوي والفاعل عن طريق تنشيط المسالة الاعلامية ودفعها في قنوات المجتمع بلورة وابداعا ورافدا لكل ماهو وطني وانساني. د.سامي العثمان [email protected]