عندما أصدرت في العام 1400ه أول كتاب يؤرخ لمسيرة النادي الاهلي الرياضي بعنوان (الأهلي.. بطل الكؤوس) وشرفني بتقديمه استاذ الصحافة الرياضية السعودية بلا منازع الصحفي الكبير علي محمد الرابغي. اخترت ان أهدي لصانع أمجاده ومؤسس الرياضة السعودية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل وعندما قدمت الكتاب للرياضي الأمير الشاعر عبدالله الفيصل في قصره العامر القديم في جدة بطريق المدينة كان الإهداء بمثابة مفاجأة لسموه فقال لي مقولته التاريخية التي اصبحت من أهم الكلمات التي اعتز بها وقيلت عن الكتاب ومسيرتي مع الكتابة الرياضية التي توجهتها بهذه الوثيقة التاريخية. قال سموه غفر الله له واسكنه فسيح جناته ورحمه: (هذه أول مرة يهدى لي فيها كتاب رياضي.. رغم عمري الطويل مع الرياضة في الدولة والأندية السعودية.. ومع انني قدمت كتاب الدكتور أمين ساعاتي عن الرياضة السعودية.. الا انه لم يهدني أي كتاب.. ولكنك فعلت يامهندس.. فشكراً لك). وطلب مني سموه أيامها في مجلسه العامر الذي كان يضم صفوة رجال الإعلام والدولة والوجهاء.. ان أهدي بعض نسخ الكتاب لأصدقائه من الاتحاديين الموجودين.. وأطلق ضحكته القلبية التي تعكسها ابتسامته الصافية. وشرفني سموه ايضاً بمرافقة معالي المهندس محمد سعيد فارسي أمين محافظة جدة الأسبق لأستلم منه أرض النادي الأهلي الحالية.. وعندما ذهبت لأقوم بالواجب.. سألت معاليه بأسلوب يعكس جهلي في سوق العقار وتطوره في تلك الحقبة. ولماذا تعطي نادي الاتحاد موقعا وسط العمران والمساكن وفي شارع الصحافة.. بينما تعطي نادينا موقعا بعيدا عن العمران؟ وكان الموقع أيامها فاض من السكن والناس وليس كما هو الان وعندما نقلت رأيي في الموقع للأمير عبدالله الفيصل رحمه الله ابتسم كعادته وقال معلقا: الموقع المختار مناسب وسيكون له مستقبل في قادم الأيام والسنين. وسكت ولم أعلق.. وأصبح النادي بموقعه الجديد كما توقع سموه بخبرته وحدثه بعد ذلك من معالم جدة واهم موقعه الاستراتيجية.. ناهيك عن المنشأت الرياضية الراقية التي اقيمت فيه. أما قصة فيلم اليوبيل الذهبي الذي ساهمت في كتابته واعداد مادته في العام 1407ه فقد التقيت بمخرجه في استديو القزاز ايامها حيث كان يعد الفيلم.. وبمجرد ان عرف المخرج شخصيتي افادني بأنه مضى عليه أشهر عديدة ولم يجد سيناريو جاهز للفيلم الوثائقي ليعمل، وسعيد بأن التقى بمؤلف أول كتاب يؤرخ للنادي الاهلي وفوجئت به في اليوم الثاني يبلغني بأن صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله رئيس النادي الاهلي أيامها يطلب رؤيتي.. وتشرفت بالحضور والمقابلة بمعية المخرج فقال سموه بأسلوبه الإنساني الجميل في كسر كل الحواجز واراحت النفس البشرية:" خلاص ما دام المهندس معاك كل شيء سيكون حسب المطلوب.." وأكد لي سموه بأنني سأكون مسؤولا عن الفيلم وإنتاجه.. ولم أكذب خبرا أخذت إجازة إجبارية من عملي الخاص لأكثر من أسبوع قضيته في التصوير والمقابلات المتلفزة مع سمو الأمير عبدالله الفيصل وسمو الأمير خالد بن عبدالله وأصحاب السمو الأمراء وكبار المؤسسين للنادي الأهلي كعمر شمس رحمه الله وسواه من الرواد واللاعبين. وعند طبع الفيلم على النوعين المعروفين "فيديو" أغراني مسؤول الشركة الوطنية المنفذة للطبع ماديا ليظفر بحقوقه وعندما حان موعد اللقاء بسمو الأمير خالد لاتمام الصفقة والتعاقد للطبع قلت لسموه الفيلم جاهز "دمي" كإنتاج حسب الطلب وهذا عرض الشركة المنفذة وأسعارها وبوجود مديرها المسؤول وللمعلومية فهي مُلك عمكم صاحب السمو الملكي الأمير حمود بن عبدالعزيز ويقضي إجازة في عاصمة النور "باريس" وهذا رقم هاتفه.. واقترح ان تتصل به ليقدم لنا الطبع مجانا مساهمة منه في دعم النادي والمناسبة الغالية لليوبيل الذهبي. وأخذ مني سموه رقم الهاتف وأجرى الاتصال وتم كل شيء حسب المطلوب وزيادة رحم الله الأمير حمود الإنسان ولم أظفر سوى بالغضب المر من مدير الشركة.. وعبثا حاولت افهامه بأنه لا يمكن ان اضحي بولائي للأهلي.. مهما كانت الإغراءات وتركته "زعلان". وطبعت الفيلم الوثائقي وقدمت النسخ الأولى منه لسمو الأمير خالد بن عبدالله في حفل استقبال سموه للاعب العالمي الارجنتيني ماردونا بفندق البلاد بكورنيش جدة. تذكرت كل هذه الحكايات التاريخية والذكريات الجميلة بأسلوب الفلاش باك السينمائي وأنا اشاهد فرحا نتائج الزيارة الميمونة التي قام بها سمو رئيس أعضاء شرف النادي والأعضاء ولاعبو كرة اليد والرؤساء القدامى واللاعبون في النادي لقصر سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وتسلمهم درع التميز الرياضي كأول ناد رياضي سعودي يتشرف بذلك.. انها لمناسبة سعيدة جديرة بأن تضاف إلى قلعة الكؤوس وإنجازاته في عالم الرياضة السعودية والتي تجاوزت المحلية والعربية والعالمية. مبروك لكل الاهلاويين هذا الحدث التي يستحق الإشادة وللدور الذي قام به صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله رئيس أعضاء الشرف صاحب المبادرات الخيرة والكبيرة للأهلي على امتداد تاريخه لاعبا ورئيسا.. الذي حرص على اتمام هذا اللقاء التاريخي.. وعقبال المناسبة القادمة في الاحتفال باليوبيل الماسي ال 75 لبطل الكؤوس. عضو شرف الأهلي