الحمدلله أما بعد: فلا تزال أغلال الغل ترسخ في قلوب بعض المفتونين ولا تزال أنشودة العداوة تغرد في صدور الحانقين إنها القلوب التي امتلأت بالبغض والكراهية والنفوس التي أصبحت عن منهج الولاء والصدق جافية فقاتل الله النفوس الكريهة والقلوب الدنيئة التي تُعادي بطاناً وتُعادي خماصاً أساؤوا إلى المحسن وأحسنوا إلى المسيء وأعانوا المجرم وعاندوا البريء . أرأيت إن تربص ببلدك عدو أثيم فرأيت الصديق الحميم بقلب سقيم يقف بجانب عدوك يؤيه ويناصره ويدافع عنه ويذود ويجود ويحمي عنه بغير قيود فهل بقي من صداقته وجود ؟ وهل بقي من وده ود؟ وهل بقي من ولاءه ولاء ؟ إنه يطعنك مع العدو الخفي ويزعم أنه الصديق الوفي !! إنَّ ما جرى في العوامية من أحداث مأساوية وتصرفات صبيانية واعتداء على رجال الأمن لهو أوضح دليل على مهزلة الولاء المزعومة للوطن. أولئك هم الوارثون الذين يرثون الخيانة هم فيها خالدون . أكثر من سبعين دباب مع رشاشات وقنابل مولتوف في وقت واحد هو أكبر دليل على أن هؤلاء العابثين لهم اتصالات خارجية ومآرب إفسادية لإثارة الزوبعة وتحقيق مراد الدول الداعمة للعنف وإثارة القلاقل في هذا البلد الأمين . وأما إن زعم السفهاء من مثيري الفتنة أنه لا علاقة لهم بذلك فإن أعلام حزب الله وصور أصحاب ولاية الفقيه هي أكبر دليل على الكذب الكبير وإن صرخت الحناجر المراهقة وأزبدت وأرعدت فإن أنكر الأصوات لصوت الحمير !! فلن يعترف الخائن بخيانته ولن يبوح المجرم بخطيئته . ولقد جاء بيان وزارة الداخلية بشفافية واضحة أمام مدعي الولاء بأن يعلنوا الولاء أو يجهروا بالعداء ولا يبقوا مترددين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء !! ولاشك أن خيانتهم هذه دليل على خيانات أخرى في المستقبل سيقفون فيها مع العدو حينما تأتي الساعات العصيبة والأحداث الرهيبة . لقد آن لهؤلاء المفسدين في الأرض أن يقفوا بجدية مع هذا العرض على الأرض فإن كانوا باعوا أنفسهم لدولة أخرى فليهاجروا إليها مباعدين عن ديارنا ‘وإن كانوا باعوا النفوس لله ثم للوطن فليعلنوا ويذودوا عن كلمة الله ويدافعوا عن الوطن . وإننا لفي شوق إلى سماع الحقيقة من العابثين فقد سمعناها من عقلاءهم الذين حسبنا وإياهم ما أمرنا الله تعالى به من حسن المواطنة الصالحة . لكننا نريد أن نسمع كلمة الولاء من مجانينهم فإن كانوا لا يعقلون فلابد من أن تكون لهم مصحة نفسية تصلح عقولهم لأن بقاء المجانين في المجتمع سيؤثر على العقلاء !! د . ناصر بن عبدالرحمن بن ناصر الحمد إمام وخطيب جامع الإمام بن ماجه رحمه الله تعالى