المواطنة الحقيقية والصادقة ليست شعارًا أو مجرد بطاقة أحوال، والوطن ليس مجرد موقع جغرافي نقبع فيه! الوطن أعظم من ذلك بكثير، الوطن: انتماء وحب وولاء، والمواطنة حقوق وواجبات، يحملها إنسان يحمل في عنقه بيعة يحافظ على لوازمها في المنشط والمكره والسراء والضراء، وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، كذلك لا يكون للمواطن الصادق أكثر من ولاء وأكثر من مرجعية وأكثر من وطن! وعندما يصل من يدعي المواطنة لهذه الحالة الغريبة وعندما يتنازعه ولاءان وتتنازعه مرجعيتان، ولاء صادق وآخر كاذب، ومرجعية في الظاهر وأخرى في الباطن، عندما يكون كذلك فقد ضل سواء السبيل وتنكّب الطريق القويم وأصبح خطرًا على المكان ولا -أقول الوطن- الذي يعيش فيه يأكل من خيراته ويشكر غيره! يعيش ويأمن فيه وينتمي لأعدائه! يواليهم ويناصرهم ويتحرك بأوامرهم، فأي معايير المواطنة تتحقق في من كان هذا شأنه، وهذا حاله وبئس الحال والمآل! إن ما حصل قبل أيام في العوامية وما حصل من قبل من أحداث تصدر من تلك الجهات، وممن ينتسب لطائفة من الذين ينتسبون لهذا الوطن ويحملون كغيرهم من السعوديين جنسيته لا ينبغي أن يمر كما مر غيره من الأحداث، فقد بلغ السيل الزبى وتميز الصادق من الكاذب والعدو من الصديق! لابد أن نخضع هذه الحادثة ونضم لها مثيلاتها للتحليل والدراسة الكاشفة الواعية مرجحين مغلبين جانب المصلحة الوطنية وسلامة البلد والناس والمقدرات، لابد أن يكون هناك ومن الآن مفاصلة حقيقية وتسمية للأمور بأسمائها دون تعمية أو مجاملة! وكما جاء في بيان الداخلية الواضح لابد من تحديد الولاء واختيار المكان الصحيح لهذا الولاء، إما في وطن الحرمين وطن العزة والخير والعقيدة الصافية وإما يختارون بلادًا أخرى يحبونها وتحبهم! ويجب على بعض المرجعيات الذين لاذوا بالصمت والذين يتمتعون كغيرهم بمميزات المواطنة أن يحددوا مواقفهم بكل وضوح وشفافية وأن يتبرؤوا من هذه الأفعال الإرهابية المشينة التي تمس الوحدة الوطنية وتمس خطوطًا حمراء كثيرة أهمها أمن الوطن والمواطن ودون ذلك واللهِ خرط القتاد وكسر الرقاب! فبعض هؤلاء الرموز من تلك الطائفة لا نسمع لهم حسًا ولا نرى لهم أثرًا عندما يكون الوطن بحاجة لبيانهم، لذلك فإن علامات الاستفهام تتوجه لهم وعليهم كذلك. لابد من وقفة حازمة وكاشفة مع تلك الجهات الأجنبية التي بلغ شرها وحقدها كل مبلغ فهي عدوة الأمس واليوم وغدا، فهي تنطلق من إرثٍ حاقد بغيض على المملكة وأمنها.. نعم: هذه حقيقة لا مفر منها، فهم يصرحون بها بكل وقاحة في جامعاتهم وكتبهم ومرجعياتهم ويصدرون هذا الحقد لهؤلاء القلة من الغوغاء! فأي خير يرجى منهم؟! وما كان الله والحق والعدل ليذر هؤلاء على ما هم عليه حتى يتميز الحق من الباطل والمواطن الصادق من الكاذب والمحب لله ولرسوله ولصحابته من المبغض المندس؟! من اكتسب جنسية هذا البلد وعاش في خيره فلابد أن يرعى ذمته ويعرف قدره ويلتزم أدبه ومن لا يريد ذلك فليرحل! فإن الأرض الطيبة تنفي خبثها! حمى الله بلادنا من كل عابث وحاقد.