الحمد لله القائل في محكم كتابه ( والتين والزيتون وطور سينين * وهذا البلد الأمين ) والبلد الأمين في هذه الآية الكريمة مكةالمكرمة ، والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل مادحاً طيبة الطيبة (إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها ) رواه البخاري ، نصوص عظيمة تدل على ماتختص به بلادنا من خدمة الحرمين الشريفين ، ويكفيها فخراً أنها تخدم بلداً هو مهبط الوحي ومهوى أفئدة المسلمين وقبلتهم . هاهي اليوم المملكة العربية السعودية تحتفل بعرس يومها الوطني المجيد ، والذي يعيدنا لمسيرة وملحمة بطولية قادها المجاهد الإمام الهمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله وطيب ثراه ، في مسيرة أكثر من ربع قرن من الحروب الطاحنة ، بصحبة رجاله المخلصين ، ليصدع المنادي في اليوم الخامس من شهر شوال للعام 1319ه ، الملك لله ثم لعبدالعزيز ابن عبدالرحمن ، فتشرق شمس الدولة السعودية الفتية الحديثة ، بعد مرحلتين مرت بهما هذه الدولة الموفقة ، لتصبح نقلة نوعية كبرى في تاريخها المجيد . ( وفي السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1351ه الموافق التاسع عشر من شهر سبتمبر عام 1932م صدر أمر ملكي للإعلان عن توحيد البلاد وتسميتها باسم \"المملكة العربية السعودية\" اعتباراً من الخميس 21 جمادى الأولى عام 1351ه الموافق 23 سبتمبر 1932م (الأول من الميزان). وتوج هذا الإعلان جهود الملك عبدالعزيز العظيمة الرامية إلى توحيد البلاد وتأسيس دولة راسخة تقوم على تطبيق أحكام القرآن والسنة النبوية الشريفة ، وتم تحديد يوم الأول من الميزان الموافق للثالث والعشرين من شهر سبتمبر ليصبح اليوم الوطني للمملكة ، وبهذا الإعلان تم تأسيس المملكة العربية السعودية التي أصبحت الدولة العظيمة في رسالتها وإنجازاتها ومكانتها الإقليمية والدولية ) .نقلاً عن موقع دارة الملك عبدالعزيز . قرائي الأعزاء اليوم الوطني لبلادنا ترتسم ملامحه اليوم عبر الاستعدادات على جميع الأصعدة ، لجان عليا ولقاءات وتظاهرات ثقافية وأخرى تربوية وراية التوحيد ترفرف أعلامها في شوارعنا وعلى أسطح المنازل والمباني ، في كل مكان راية خضراء وصورة للمؤسس رحمه الله وطيب ثراه ، الكل يتحدث على طريقته التي يهواها ، لكنني أشعر أن ليلة وأمسية خضراء يحييها ملك أو أمير أو مسؤول ، لاتكفي في الوفاء بهذا التاريخ الذي مرعلى رمال الجزيرة العربية و جبالها الصماء إن هذا اليوم هو عبارة عن بدء انظلاقة لمشاريع وبرامج تثقيفة كبرى بعيدة المدى عالية الأهداف ، لا تنتهي بانتهاء ذلك اليوم ، بل إن تلك الأجيال الشابة بنين وبنات بحاجة لمثل تلك المشاريع المستمرة ، والتي تلامس احتياجاتهم واهتماماتهم لكن بلغتهم التي يفهمونها ومشاعرهم التي يحسون بها ، لا تلك التصرفات الهوجاء التي تسيء لهذا التاريخ المجيد ، وهي رسالة لكل شاب يرفع راية التوحيد في هذا اليوم أن يدرك أن من أولويات حب الوطن أن يحافظ على مكتسباته وأمنه ووحدته ، وأتساءل في نفس الوقت ياترى مادور مؤسساتنا التربوية وجامعاتنا ومنابر الجمع ؟ لا أقصد الجهود المصاحبة لهذا اليوم ، إنني أرمي لخطط تنموية طويلة المدى ، تضمن المناهج الدراسية ومراكز وكراسي البحوث العلمية في جامعاتنا ، أريد أن يكون هناك دور واضح للأعيان وأعمدة الأسرة ومشائخ القبائل والعشائر في أحاديث عفوية وقصص من تاريخ التوحيد والتأسيس ، لنصل للهدف الذي ينبغي أن نعيه جميعاً ، وهو أن هذا الأمن والاستقرار وجمع الكلمة مع اختلاف الأعراق والأنساب والثقافات والتوجهات والمذاهب ، لم يأت إلا بعد تضحيات كبرى وعزائم رجال قادهم الملك المؤسس بحنكته ودهائه بعد توفيق المولى له ، واليوم نحن وبتوفيق من الله تعالى ثم بقيادتنا الكريمة الرشيدة نؤدي شعائر ديننا بكل يسر وطمأنينة ورغد عيش وأمن وارف ، فهل قمنا بدورنا الحقيقي تجاه هذا الوطن الغالي ؟ ، الكل في هذا الوطن رجل أمن وحسبة فلنكن يقظين تجاه من يريد به سوءً أو مكروها أو إثارة فتنة أو زعزعة لأمنه واستقراره ولحمته الوطنية .. أدام الله على بلادنا أمنها وإيمانها وتوحيدها ووحدتها في ظل هذه الأسرة المالكة الرشيدة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أدام الله عليه نعمه ظاهرة وباطنة ووفق ولي عهده الأمين ونائبه الثاني وزير الداخلية لكل خير وسداد رأي ... إضاءة : الوطن قليل في حقه ماكتبته بل إن ريشة القلم انكسرت وسال حبره ، ليشق نهراً من الأمل والتفاؤل بغدٍ مشرقٍ ومستقبلٍ زاهر للقيادة والشعب السعودي الأبي بلحمة وطنية وعين رقيبة ودعاء صادق بصلاح الراعي والرعية .. أثناء النشر: عذراً أيها الرقيب قد يقسو الوطن بصور شتى ، غياب فرصة عمل وبطالة مقلقة وشباب تائه قد يرتمي بحضن فكر منحرف ، كل ذلك لا يتحمله الوطن وحده بل يسهم فيه غياب رقابة المسؤول وأمانته وجشع التاجر وضعف الثقة ، ومع ذلك يبقى الحب والوفاء والولاء هو النبع الذي ينبغي أن نسقيه شجرة وطننا لتثمر خيراً وعطاءً وأمناً وبناء ، والذي يستمد بقاءه واستمراره من التمسك بالدين عقيدة ومنهجاً وسلوكاً من قبل الراعي والرعية . دمت أيها الوطن الكبير في يومك الوطني بخير وأمن واستقرار ورخاء بإذن الله تعالى .. بقلم : أحمد بن سليمان السعيد مشرف تربوي بتعليم القصيم – بنين – عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال . [email protected]