من المثير للإستغراب التناقض الصارخ الذي يمارسه البعض والذي يحمل سيناريو مكرر فحين الدفاع عما ينشر في معرض الكتاب في العام السابق والذي يليه من كتب مخالفة للعقيدة والأخلاق والنظام كذا النشر المخالف بالصحف الورقية وكل هذا النشر ( المخالف ) برعاية وزارة حكومية تابعة للدولة , يتم الهجوم على صفحة بمقرر الحديث كُتبت عن مساويء الإبتعاث وتحذير منها ! ماهو المنكر في ذكر مساويء الإبتعاث حتى ينكروا عليه وهم من يهاجم استنكار من يرون مخالفات وزارة الإعلام " فاقعة " اللون ويصفونهم بالمتشددين ؟ يُبرر المهاجمون لذكر بعضآ من مساويء الإبتعاث أن الإبتعاث أقرته الدولة بينما ينتقد في منهج الحديث ! أليست السلبيات التي يعاني منها المواطن من وزارات وموظفين عينتهم الدولة ؟! أليست مخالفات النشر من وزارة الإعلام وهي وزارة حكومية ؟! كون أن المملكة أقرت وجود وزارة الإعلام وغيرها من وزارات هي لا تقر مخالفاتها التي لو كانت لدينا متابعة ورقابة ومحاسبة لحوسب مخترقي أنظمتها وكذلك الإبتعاث .. ما أُنتقد في مقرر الحديث هو لا شيء مقارنة بسلبيات الإبتعاث ( لأن هناك خلل في فهم المغزى من الإبتعاث ) وما أُنتقد أيضآ هو ما لا تقره الدولة التي وضعت برنامج الإبتعاث وعليها تحمل ( الإيجابيات والسلبيات ) فيما بعد منها على سبيل المثال لا الحصر عدم توفر فرص عمل للعائدين من الإبتعاث سيضافون إلى الملايين من المعطلين والمعطلات التي تخفي أرقامهم وزارة العمل لتصبح المملكة الأولى عالميآ في عدد البطالة إذن ما الجدوى من الإبتعاث وهدر الأموال وأين برامج التخطيط والتطوير ؟! أعود لنظامية النقد والتحذير مما يخالف ما تقره الدولة لأقول إن على أغلفة الدفاتر وبعض الموضوعات في المناهج الدراسية تُكتب تحذيرات عن الكهرباء وسلبيات استخدامه رغم وجود شركة للكهرباء فهل يعني هذا أن الدفاتر تحذر من الكهرباء بينما تقر المملكة بوجوده ؟ يا لسذاجة العقول ! ما كُتب عن مساويء الإبتعاث بصفحة واحدة – اتفقنا أو اختلفنا معه – هو لا شيء أمام الحرية التي لا ترتفع إلا للإلحاد والطعن بالصحابة والتشكيك بالدين سواء ما نشر بمؤلفات في معرض الكتاب الذي تشرف عليها الوزارة وتنشر " بوجه وسيع " مقالات مهاجمة لصفحة الحديث أو حتى ما ينشر في الصحف الورقية كقول أحد المتطرفين بحق صحابي بأنه ( أكبر الطغاة ) وينشر له رئيس هيئة الصحفيين ! هؤلاء بعد تناقضاتهم الصارخة من الأفضل أن " يبلعوا " ألسنتهم ويكفوا أقلامهم عن نقد أية مؤلف لأن نشر كل كلمة ولو كانت إباحية أو بها إلحاد لا يرون بها شيئآ بل ويطالبون بالفسح للجهل والتجهيل .. ومن الغريب أيضآ أن وزارة التربية تحاول إرضاءهم و " الطبطبة " على مشاعرهم التي كسرها موضوع سلبيات الإبتعاث وتعد بأن تنتقي الألفاظ بينما لا تفعل ذات الشيء وزارة الإعلام مع مخالفيها ! أخيرآ وليس آخرآ هؤلاء المتناقضين إن كانوا يبحثون عن الشهرة والبقاء في نقطة الضوء ( بالإثارة الممجوجة ) فالشهرة كانت لإبليس لم ولن تنفعه وكذلك من يتتبعون خطواته طال بهم الزمان أو قصر كما أنهم دون أن يعلمون يحرقون أنفسهم نتيجة التعرض الدائم للضوء , وإن كانوا " مرتزقة " يبحثون عن المال فليعطى لهم كمستفيدو الضمان وإن لم يكتبوا حرفآ واحدآ أن تعطى لهم أموال وإن كان في ذلك هدر للمال العام فإنه أفضل مما يتقيأون ! أما إن كانوا " رانديون " ويكتبون تحت الضغط والتوجيه بموضوعات يكادون أن يتفقوا بتوقيت طرحها فليخبرونا حتى على الأقل يزول العجب من هذا التناقض الصارخ لمن يدعون ممارسة عبادة التفكير ؛ فمؤسسة " راند " بأموالها وأهدافها التي تتشابه مع ما يطرحون ليست بالتأكيد هباءآ منثورآ ! ملاحظة : أهتم برصد التناقض وكل ما سبق لم ولن أكتبه فيما لو كان نقد صفحة الحديث جاء من غير المتناقضين أما المتناقضين فلا يجوز لهم النقد مع هذا التناقض ! ميساء بنت العنزي