من يدرك لغة الأرقام وتصنيفاتها وقراءتها يعي يقيناً أنها لم تأتي إلا عن جهد وعمل وكفاح شاق ومضني قد يفضي إلى الهلاك أحياناً أو عن طريق الإرث أو السرقة المتنوعة أوالتقليدية أوالمحترفة كغسيل ونشر الأموال ولاأدري أي حبل سيتسع للملايين حتى تجف !! ولكن ماذا يقول الإنسان البسيط أو المعدم حينما يسمع أو يرى عن تنامي ظاهرة مقدمات عقود الاعبين الباهظة حتى وصلت إلى أرقام فلكية من الملايين التي كانت حلم جميل رأوها أولئك الناس في المنام أو من خلال الصحف أو في المسلسلات المكسيكية المعروضة أن النتائج المخيبة التي ظهرت بها المنتخبات الخليجية في المباريات المؤهلة لتصفيات كأس العالم 2014 التي ستنطلق في البرازيل تدل على أن لعنة الملايين التي تدفع للاعبين كمقدمات عقود وتأمينات تكفي لبناء مدن سكنية ودور للضعفاء والمساكين وتمويل مشاريع إنسانية هي بأمس الحاجة من ذلك الهدر والذي أنعكس بشكل سلبي على مستويات المنتخبات الهزيلة فنياً والمصابة بمتلازمة التباطؤ منذ عقد من الزمن والتحدق والتقعر خلال مواجهة فرق كانت صيداً سهلاً وثميناً للوصول إلى منصات التتويج كالبنان وتايلاند وسنغافورة وبدء الخلل ليس في الأجهزة الفنية " المدربين " الذين أصبحوا الشماعات وأكبشة فدا لكل خروج خجول من التصفيات والبطولات الشارع الرياضي السعودي على وجه الخصوص احتقن وطالب بتغيير الأجهزة بداية من الهرم وحتى القاعدة حينما خرج من بطولة كأس أسيا الماضية ولكن ظلت المستويات كما هي ولم يحدث تغيير منصف في عقلية الاعب السعودي الذي مضى في تقليد الاعب الغربي في حركاته وتصرفاته وزيه وقصات شعره ولم يقلده في الأهم الاوهو لعب الكرة !! صفعة المنتخب الأسترالي بثلاثية للأخضر العجوز الهزيل يحتم منطقياً اللجوء إلى فرض العقوبات الصارمة والعمل بلائحة احتراف جديدة كالتي عملت في ناديي الهلال والشباب وعدم المبالغة في عقود الاعبين والمساومات والسمسرة وما ظهر في الآونة الأخيرة ظاهرة " الكوبري " والتي جعلت أداء المنتخب في الخمس السنوات الأخيرة في البطولات متردي وينقصه الحماسة وكأنهم يتجولون بداخل سوق شعبي لأخذ التحف والهدايا ! أتمنى من أمير الشباب والرياضة الذي يصبوا من خلال الأخذ بالأطروحات وفتح قنوات الحوار مع الشباب من خلال قناة التواصل " التويتر" لفتح عهد جديد للرقي بما يخدم الرياضة السعودية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص أن يفرض إستراتيجية " قنطرة الأموال " لعقود الاعبين حسب جدول مدروس ومقنن بعيداً عن المزيدات «والكباري » للدرجات الأولى والثانية والممتازة وتقتنينها بمبالغ معينة كما أناشد بالإسراع بإنشاء الأكاديميات في جميع مناطق المملكة واستقطاب الأجيال القادرة بإذن الله على إرجاع الابتسامة على محيا الجماهير المتعطشة لمنصات التتويج والتي ما زالت تندب حظها العاثر منذ أخر بطولة حصل عليها المنتخب ولازلنا نتغنى عليها وبأسياد الجيل الذهبي في الثمانينات الهجرية « كلي رجاء للإعلام الرياضي بتخفيف حدة الطرح والانتقادات التي تطال الاعبين فهم أولاً وأخيراً بشر يخطئون ويصيبون وقصر دوره الشرس في تقريب وجهات النظر وإبراز الجوانب الايجابية ودعمها سواء للأجهزة الفنية من مدربين ومدراء كرة أو لاعبين أو رؤساء الأندية أو حتى الجماهير حجر الزاوية في معشوقة الملايين عبدالرحمن حسن الشهري كاتب صحفي واعلامي