أيام قليلة وتبدأ الشجرة المباركة بنثر فاكهة أهل الجنة ، فالتمر فاكهة مباركة أوصانا فيها الحبيب المصطفى محمد ( صلى الله عليه وسلم ) أن نبدأ فيها بإفطارنا في شهر رمضان المبارك .....عن سلمان بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر ، فإنه بركة ، فإن لم يجد تمرا فالماء ، فإنه طهور رواه أبو داود والترمذي . ومع بدأ جني هذه الثمار المباركة من الشجرة المباركة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم ..قال تبارك وتعالى في سورة مريم ( وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا ) ، تبدأ إقامة مهرجانات سوق التمور لتسويقها ، هذه المهرجانات التي أصبحت موضة تتسابق في إقامتها مدن ومحافظات منطقة القصبم ، وخلقت نوع من التنافس لا يخدم المنطقة إطلاقاً.... مدينة بريده تقيم مهرجاناً ولها الحق في ذلك كونها العاصمة الإدارية للمنطقة ، و محافظة عنيزة تقيم مهرجان وكذا محافظة البكيرية ، ومحافظة رياض الخبراء أيضاً تنافس ..وهكذا بقية المحافظات.. إذاً من المستفيد من هذه المهرجانات ؟ باعتقادي أن المستفيد الأول هي العمالة الوافدة صاحبة البلوزات الطويلة ، التي تنافس المواطن حتى في صيد الضبان وبيعها...والمستفيد الثاني هي الصحف التي ترعى هذه المهرجانات ... وإن كان هنا ك خاسر فهو المزارع المسكين ، الذي صرف على هذه الشجرة المباركة دم قلبه وعمره..والذي يبيعه مجبراً لتلك العمالة الوافدة التي رفضت العمل في الأجر اليومي ، بعد أن تعلمت من المزارع كيفية التعامل مع هذه الشجرة المباركة ، لتشترط وبكل سهولة شراء المحصول وبأرخص الأثمان ، كونها العمالة الوحيدة التي تجيد التعامل مع هذه الشجرة الطيبة ... إن هذا التنافس في إقامة هذه المهرجانات والتي تشهده المنطقة في هذه الأيام من كل عام ، يجب أن لا يستمر ، ويجب إيقافها وتوحيدها ، واختيار مكان مناسب يخدم كافة المزارعين في المنطقة وأيضاً المستهلك الذي قدم من مختلف المناطق ودول الخليج ، حتى تصبح تظاهرة خير وبركة ، وعلامة بارزة لهذه المنطقة ، كما يجب تسليم المهرجان لإحدى الشركات المتخصصة ، تتولى إدارته بدأً من التنظيم ، وحتى الشراء المباشر للمحصول من المزارع وتسويقه ، مع فتح المجال للمواطن في الشراء والبيع وأيضاً التسويق داخل المهرجان ، وأن يكون كافة العاملين من المواطنين ومنع العمالة الوافدة نهائياً من العمل أو التسويق و البيع والشراء بأي حال من الأحوال ، حتى تكون هذه التظاهرة المباركة تظاهرة خير وبركة على أبناء وشباب المنطقة ، التي كانت العمالة الوافدة في المهرجانات السابقة تشكل منافسا قوياً ، وتحاول إزاحة المواطن والشباب من هذه المهرجانات بشتى الوسائل . إني أجزم أنه لو تم توحيد مهرجان التمور سيكون مهرجاناً ضخماً ليس على مستوى المنطقة فحسب بل على المستوى العالمي ، وسنشاهد تغطية إعلامية عالمية لهذا المهرجان ، وسيرفع اسم المنطقة في المحافل الدولية في إنتاج وتجارة هذه الثمرة الطيبة المباركة....ودمتم ،، وكل عام وأنتم بخير . علي عبد الله الشمالي