ماهو الفرق بالنسبة لك؟ ها قد عاد رمضان، فماذا أنت صانع؟ أنا وأنت وهو وهي نفكر كثيرًا هذه الأيام، نخطط لبرنامج حافل، كيف سنقضي هذه الليالي؟ أما النهار فيبدو أننا متشابهون، ومتشاكسون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟، النوم سيكون قرة أعيننا، وأنفسنا ستكون متوثبة للخصام عند استيقاظنا، تأملوا حالنا في الأسواق، وعند إشارات المرور، وفي مكاتب العمل، هذا لا يخفى، لأن الصورة تتكرر في كل شهر رمضان من الأعوام السابقة. الناس في رمضان يختلفون، حسب ما يمنّ الله به عليهم من التوفيق، فئة تستثمر هذه الفرصة بكل ما أوتيت من جهد، وفئة تستثمر هذه الفرصة لزيادة الأحمال والأثقال، لأننا في كل سنة نقرر في مثل هذه الأيام أن نفعل شيئًا لأنفسنا، ثم يمضي الشهر وكأن شيئًا لم يكن. لكن لا بد أن نتذكر أن عامل الوقت في رمضان هو المهم، فكيف ندير هذا الوقت الذهبي القليل جدًّا؟ ولا بد أن نتعرف على من يسرق منا هذا الوقت الثمين ونحن لا نشعر به. أهم ما يشد الناس في رمضان الإعلام وما يقدمة من برامج، فكل عام نجد السباق المحموم من الفضائيات لجذب المشاهد، وتفصيل البرامج على المقاسات التي أفرزتها الدراسات، أو قل: الرغبات من قبل المشاهدين، والحجة عندهم دائمًا: أن المشاهد يريد هذه المواد والبرامج. كم من الأوقات تقضى أمام الشاشات لمتابعة هذه البرامج؟ وهل هذه البرامج تضيف إلى رصيدنا في خانة الحسنات أو خانة السيئات؟ المشاهد يعرف. كل منا يعرف كم هي الساعات المتاحة لنا في رمضان؟ وكيف نستهلكها؟ وكم هي الساعات التي نقضيها في الطاعات؟ وكم هي الساعات التي نبعثرها في غير ذلك؟ أنت الحكم، والقرار بيدك. ********* من الذكاء بمكان أن أستغل الفرص المتاحة لزيادة الرصيد الذي ينفعني، خاصة أن الفرصة المتاحة قليلة، والمكاسب المترتبة على المبادرة عالية جدًّا، جهد أقل.. رصيد أكبر، وأرباح مضاعفة، خالية من الربا والشوائب، نقية جدًّا، هل بإمكانك أن تعد لنفسك مشروعًا خاصًّا في رمضان ترسمه من الآن، وتدرس جدواه، وتطبقه بكل جدية وحرفية؟ أرباحه مضمونة جدًّا. أعطيك أمثلة للتذكير وليست للحصر، للفرص المتاحة للجمهور الكريم، وبدون دفع رسوم اشتراك. هذه أمثلة لبعض المشاريع، ذات جدوى عالية، وقيمة مرتفعة، وجهد أقل. قراءة القرآن في رمضان، من أعظم المشاريع ذات القيمة العالية والجهد اليسير، ومضاعفاتها نقية جدًّا، ومن العيار الثقيل: في كل حرف حسنة، وعليك تأمل المضاعفة أنت... إنفاق المال على المحتاج، تستطيع أن توظف بمالك من يدعو لك، إذا تصدقت عن طيب خاطر ونفس راضية، تأمل شعور المحتاج في تلك اللحظة. المسامحة الصادقة، وتطهير القلوب والأنفس من شوائب البغضاء والحقد والحسد التي عكرت صفو الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع، تأمل: (فمن عفا وأصلح...). أعرف أن خيالك الآن قد انطلق في الأفق عاليًا يتأمل ويفكر ماذا سيعمل في هذه الأيام الذهبية والفرص الرائعة التي لا تقدر بثمن، وأجمل ما فيها أن الفرصة متاحة للكسب لآخر ثانية فيه. هيا، انطلق...! عبد الله العيادة