على رأي بعض المتسولين الذين يقومون بعد الفراغ من الصلاة ويكون أحدهم كالملدوغ ليروي لنا حكايته صدقا كانت أم دجلا وكذبا , أقول : قدرا لله أن أجلس في مناسبة اجتماعية إلى جوار رجل أعمال ممن من الها عليه ببسطة في الجسم والمال ورجاحة في العقل , فكان كثير الأسفار , مما جعلها فرصة مواتية لأتحدث معه عن كل شيء , ولما كان هناك متسع من الوقت روى لي بعض حكايات أسفاره , فكان يثني على سهولة التنقل بين الدول الأوروبية وخصوصا دول الاتحاد الأوروبي حتى أقسم لي أنه تنقل بين اثني عشر دولة أوروبية عبر شركة سياحية ببطاقة فقط تؤكد أنه ضمن الوفد السياحي بينما جواز سفره لم يتم عنه السؤال نهائيا , ناهيك عن ما يراه من جودة في الخدمات والنظافة والتعامل وغيره حتى أني من فرط انصاتي له نسيت المناسبة التي حضرنا أنا وهو من أجلها . المهم قدّر الله علي أن أسافر بعد ذلك عن طريق البر إلى إحدى الدول الشقيقة المجاورة , فحرصت أن أرصد كل ما أرى في ورقة وضعتها مع قلم في جيبي حيث تعودت دائما على ذلك لتدوين ما تقع عليه عيني من ملحوظات تستحق التوقف , سواء كانت إيجابية أو سلبية , ومن ثم أقوم بعد عودتي من السفر إلى إعادة ترتيبها حسب الأولوية , فكانت معظم ملاحظاتي التي توفرت لدي هذه المرة من خلال أكثر من سفر خارجي وإلى بلدان عربية مجاورة ليست بعيدة عنا . ولكن قبل أن أدخل في تفاصيل هذه الملحوظات أحب أن أتوقف عند ملحوظة مهمة اتضح لي أن جميع رجال الجوازات في معظم الدول العربية يقومون بها وبكل جرأة , وبالرغم من كثرة سؤالي لهم لم أجد من ينصت لما أقول حتى يجيب على سؤالي , وهي عدم الاهتمام في موقع ختم الدخول والخروج في الصفحة المحددة له وحسب الترتيب للورق البيضاء غير المستخدمة , بل إنه أحيانا يتعمد اختيار ورقة مملوءة في أول الجواز ويضرب الختم على موقع ختم سابق ليختلط الحابل بالنابل , فيتعب زميله عند التطبيق حتى يصل إلى الختم , بل إن، بعضهم يختار آخر رقة في الجواز ويقفز عشرات الأوراق البيضاء ليختم هناك لا لسبب الا من أجل تعذيب من سيطبق الختم . أقول لقد حرصت في البداية على هذه الملحوظة لأهميتها وكثرة حصولها بالرغم من وجود ملحوظات أخرى تتمثل في أجبار العائلات على النزول من السيارات في الشمس الحارقة للتأكد من هوياتهن , وكذلك فتح عدد قليل من بوابات الدخول والخروج بالرغم من تكدس السيارات بشكل لا فت , ولو تحدث أي شخص مبديا تذمره من ذلك فقد يتم تأخير إجراءاته حتى يرضى عنه الموظف , وإن نسيت فلا أنس سوء الخدمات من دورات مياه ومصارف , حتى أنك تمر على أكثر من صرافة فتجدها معطلة وأنت في عجلة من أمرك , ثم أمر أهم من ذلك كله وهو سوء المناظر وبشاعتها في المناطق التي تمر عليها بمجرد دخولك الحدود السعودية من مناظر ورش وسيارات معطلة وأحواش وزرائب وأرصفة مكسرة وسيارات تقطع الطريق قد لا يعلم أصحابها أنه طريق دولي مهم , وأخص بذلك الطريق من محافظة القريات حتى الحدود الأردنية والذي لم يكتمل ازدواجه حتى الآن وأنا أعلم أنه يتم العمل به منذ سنوات , مما يجعل ذلك سببا في الحوادث المميته , وهذا مما يجعل الزائر إلى بلدنا يحمل انطباعا غير جيد عندما يرى هذه المناظر ويتوقع أن بلدنا كلها هكذا , وبالمناسبة أستثني من ذلك بعض المحافظات التي قامت بجهود جبارة في تحسين الطريق عند المرور عبرها بأرصفة جميلة وأشجار أجمل يحق لنا أن نقدم الشكر والتقدير , أما مسك الختام فهو اللوحات الإرشادية على الطرق فقد بذلت بلادنا ولله الحمد الجهود الجبارة في توفير وصول المسافر من الداخل إلى أي دولة مجاورة من خلال زرع اللوحات التي تشير إلى الدولة التي هو متجه اليها ويكون غالبا من داخل السعودية , لكن ذلك يقابله جحود ونكران من بعض الدول المجاورة وخصوصا الخليجية في الإشارة إلى المملكة العربية السعودية من خلال الطرق التي تؤدي إلى المملكة من داخل تلك الدولة فلا يجد المسافر أي لوحة تشير إليها فتتقطع به السبل حتى يخرج من تلك الدولة بأسلوب السؤال مما يجعله يقطع وقتا طويلا للخروج منها بالرغم من أن ذلك لن يكلف سيئا سوى لوحة معدنية لا تتجاوز خمسة أمتار , فما السبب في ذلك أسعد الله أوقاتكم عبد الرحمن بن محمد الفرّاج الإيميل [email protected]