نعم هذه هي الصرخة التي يضرخ بها جميع خريجي اللغة العربية العاطلين سواء كانوا الجامعيين او خريجي كليات المعلمين ، فعاماً بعد عام تزداد أعدادهم بشكل خيالي وتزيد نسبة البطالة بسبب هذا التخصص ولا نرى أي تحرك من المسؤولين لإيجاد حل لهم ، والذي يزيد الطين بلة هو أن جامعاتنا الموقرة لازالت تقبل في هذا القسم طلاباً بل وبأعداد خيالية تكاد تكون فوق النصف من طاقاتها الإستيعابية ، فما هو مخطط هذه الجامعات التي لا تقبل في أقسام يحتاجها سوق العمل ، فما هو المانع من قبول طلاب النسب المتوسطة والمتدنية في تخصصات الهندسة والطب أيضاً مع فتح المجال لسنة تحضيرية لمن يثبت نفسه يواصل في نفس التخصص فالدراسة المدرسية ليست مقياس لإبداع الفرد فتخصصات مثل الطب والهندسة لاتكاد تقبل إلا بأعداد تعد على أصابع اليد ... نعود لمحور موضوعنا لماذا نرى الجامعات تصر أن تراكم لنا جيوش من خريجي اللغة العربية فمن يصدق أن العدد وصل 12000 خريج ؛ نعم هذا هو عدد خريجي هذا القسم والعدد قابل للزيادة خلال السنوات القادمة لأن مسؤولي الوزارات لا يستطيعون أن يجدوا الحل بل وأجزم انهم لا يفكرون لإيجاد الحل . هناك عدة أسئلة تدور في مخيلتي إذا كان التوظيف شبه انقرض أو انقرض في هذا التخصص لماذا لا زالت الجامعات تقبل الطلاب فيه ؟ هذا السؤال السؤال يوجه لوزارة التعليم العالي ولا أعتقد أنهم يفكرون في إجابه . والسؤال الآخر هو لوزارة التربية والتعليم وهو لماذا لاترفع الوزراة توصية إلى التعليم العالي تطلب منها إغلاق مثل هذا التخصص إلى أن يتم توظيف 85 % من خريجي اللغة العربية ومن ثم إعادة فتح هذا القسم مرة أخرى .. ولكن إذا اتينا إلى وزارة الخدمة المدنية فحدث ولا حرج !! فالمحسوبيات وفيتامين ( واو ) لا زال يعطي مفعوله لمن يمتلكونه ، أما الذي لا يستطيع الحصول على فيتامين ( واو ) ليس له مجال عمل وبالأخص خريجي اللغة العربية فليس لهم غير الله يلجأؤون إليه فالكل تخلى عنهم ولا يجدون من يقبلهم في أي وظيفة تحقق لهم أحلامهم , فنجد أن نسبة 80 % منهم يعملون بوظائف محدودة الدخل بدوام طويل براتب قليل ولا تحقق أبسط حلم لهم بل وراتبها يصرف على تصليحات في السيارة . ولعل أشهر هذه الوظائف هي وظيفة ( السكيورتي ) وبعضهم يعمل في مكتبات النسخ والتصوير و ... و... إلخ . أنا لا أنتقص من شأن من يعملون في هذه الوظائف ولكن الذي انتقص منه هو دخل هذه الوظائف فراتب لا يتجاوز ألفين ريال او ثلاثة آلآلف لا يساعد على العيش في هذا الزمن ومع الارتفاع الخيالي في جميع مستلزمات الحياة ختاما أغلب من درسوا هذا التخصص أنا متأكد انهم اجبروا عليه لكي يدخلوا إلى الحياة الجامعية ولو أتيح لهم تخصص غيره لما توانوا في دخول غيره .. ولكن يبقى السؤال ،،، إلى متى سأبقى أستاذ مع وقف التنفيذ ؟؟؟ هل هي وزارة التعليم العالي وهي المسؤولة عن الجامعات وأقسامها ؟ أم هي التربية والتعليم وهي المسؤولة عن قطاع التعليم واحتاجاته ؟ أم هي وزارة الخدمة المدنية ووزيرها الفايز ؟ أظن ان هذه الوزارة الثلاث هي مثلث برمودا ومن يدري قد تكون هناك رؤوس اخرى وراء ما يحصل من عملية موت لعملية التوظيف بالنسبة لخريجي اللغة العربية شاكر أحمد