لم أشاهد في الدول التي زرتها سواء الدول المتقدمة أو حتى في أدغال آسيا أن هؤلاء القوم حرموا أمهاتهم من ممارسة التجارة وفرضوا عليهن افتراش الرصيف تحت أشعة الشمس الحارقة بدلا من المحلات التجارية ولم أشاهدهم أيضا أن جعلوا الغريب معززا مكرما يتمتع بمحل تجاري تحت التكييف ويحرمون أمهاتهم وبناتهم ويفرضون عليهن التنقل من رصيف إلى آخر . الدول الإسلامية قاطبة من ماليزيا حتى المغرب العربي لم يحرموا نساءهم من ممارسة التجارة إلى جانب الرجل , لكن لماذا نحن , صحيح أننا سمحنا لهن بذلك ولكن على الورق وكتابة الأسماء على اللوحات التجارية فقط وبالتالي لا تستطيع صاحبة العمل من إدارة محلها التجاري بنفسها حيث تكون مجبرة أن تبحث عن وكيل أو أن تتستر على من يدير لها هذا العمل , بالتأكيد سوف تفاجأ بعد عام من افتتاح المحل بان تجارتها خاسره بعدما أكل الوكيل الأخضر واليابس وفي النهاية تصبح هي الضحية , لا ألوم هذا الوافد القادم إلينا من الأدغال لأنه وجد ضالته لدينا بعدما كان جائعا في غابات أسيا أو غيرها , نعم وجد ضالته واستطاع اجتياز اختبار القبول لدينا بامتياز أيضا حيث لا يكلفه هذا كثيرا عدا إطلاق اللحية ألخادعه, آسف للتعبير ولكني لم أجد وصفا لهذا الغريب غير ذلك والدليل أنهم مازالوا يصولون ويجولون في أسواقنا حتى الساعة وبتصريح غير مكتوب منا نحن . مازلت لم اطلع على القانون أو التشريع إن وجد والذي يحرم أمهاتنا وبناتنا من استئجار محل والعمل به , ولا أعرف أين يكمن الفرق بين المحل والرصيف طالما أن الفارق مترين فقط والبضاعة تباع في كلتا الحالتين جنبا إلى جنب , لكن السؤال , كيف لنا أن نرضى للأجنبي أن يسوّق ملابس بناتنا الداخلية ولا نرضى لأمهاتنا ذلك !!؟ ومن حكم على أمهاتنا هذا الحكم الجائر ومن المستفيد من كل هذا ؟.....لأعرف . فعلا تنتابك الغيرة والحسرة معا عندما تذهب إلى احد أسواقنا وتشاهد أم سعودية وأطفالها يعرضون ما تيسر لهم مفترشين الرصيف, هل كانت خديجة رضوان الله عليها تفترش الرصيف إن جاز التعبير لنقتدي بها أم هذا من نتاج الموروث وهل يحق لنا أن نحرم أمهاتنا وبناتنا من ممارسة ابسط حقوقهن التجارية ونحاول خلق الأعذار هنا وهناك جزافا كي نختبئ ورائها كعادتنا أم أنها سوف تضمحل يوما لأنها لا تتفق مع النهضة ألحديثه التي تشهدها مملكتنا الحبيبة . عزيزي القارئ / القارئة , كيف ينظر إلينا صاحبنا هذا والقادم من الأدغال خاصة عندما يشاهد أمهاتنا وأخواتنا من رصيف إلى آخر , اجزم انه سوف يقول اللهم زدهم تخلفا وبارك ولن يحترم الآخرين طالما انه يشاهد أمهاتنا في هذا الموقف والذي لا نحسد عليه جميعا ......تحياتي. سعود الفوزان [email protected]