ذهبت بصحبة ابني إلى أسواق العويس شمال مدينة الرياض في نهاية عطلة الأسبوع المنصرم للتسوق وبينما نحن نتجول في السوق شاهدنا رجل هندي وهو يزمجر ويتوعد ويرمي لعب أطفال في الشارع وأمراه سعودية جالسه مستكينة مع ابنها والذي لا يتعدى عمره عن ستة سنوات وكل ما تملك هذه ألسيده كلمة لا حول ولا قوة الا بالله والسبب في هذا ان هذه السيدة تعرض بضاعتها على الرصيف قريبة من عرينه نظرا إلي ابني والغيرة السعودية واضحة على محياه وقال لي هل تسمح لي يأبي أن أتدخل قلت له بل وانأ أساعدك أيضا ثم قمنا بالتدخل وحصل ما حصل وبداء الهندي بالتأسف وقال ابني كلمة للهندي جعلتني أتطرق الى هذا الموضوع والكلمة هي ( هذا المحل هو مكانها الأصلي وأنت مكانك على الرصيف ) . فعلا أوافقك الرأي , عندما يشرع نظام خاص بالمرأة في المملكة نجد أن الدنيا تقوم ولا تقعد وتتدخل جهات ومنظمات حقوقية داخل وخارج الوطن لمناقشة الموضوع والسبب في ذلك أن البعض منا ضعيف أمام الأجنبي وأمام نفسه , في عام 2006 م صدر نظام وزاري للسماح للمرأة بان تعمل في بيع الملابس النسائية ثم اجل القرار او الغي او وضع في الرف سميه ما شئت المهم انه لم ينفذ , ولأعرف ما العيب أن تبيع المرأة داخل المحل مع العلم ان أرصفة الأسواق مليئة بالبائعات ام مسموح لنا ان نتستر ونحمي الهندي و البنغالي ونجعلهم يعملون في محلاتنا لحسابهم الخاص ونترك نسائنا يعرضن بضائعهن على الرصيف وتحت الشمس ونقول هذا هو قانون العادات والتقاليد والذي لا يسمح بان تعرض المسكينة بضاعتها داخل المحل ولكن يسمح لها بعرضها بالشارع وطبعا هذا يصب في مصلحة الوافد و كأننا نقول لحالنا هذا الهندي هو المالك والبائع والمتفرد في هذا السوق , أنا اعذر هذا الإنسان الغير متعلم والقادم ألينا من أدغال وغابات آسيا لأنه وجد ضالته عند أناس لا يفكرون للزمن الذي يعيشون فيه بل يصب تفكيرهم بالسطحية والرجعية ويغضوا الطرف عن هؤلاء الوافدون ويقفوا مشهرين سيوفهم أمام إنسانه تبحث عن لقمة عيشها وأولادها في بيع ما تيسر حتى وان كان على الرصيف هذا هو واقعنا و للأسف , كما أنني اتسائل هل هذه حماية للمرأة او للبائع ام للمتستر ؟؟ اذا كان هذا لحماية المرأة لماذا لم يسمح لها بان تبيع في الظل على اقل تقدير . ما هو ذنب المسكينة التي قدمت أوراقها لصندوق الموارد البشرية ومازالت تنتظر الوظيفة منذ أكثر من سنتين ويذكرني هذا بمثل مصري يقول ( رضينا بالهم و الهم ما رضي فينا ) هل العادات والتقاليد تمنع ذلك ايضا حسب قول البعض لماذا لا تمنع البيع على الرصيف وفي العشش في بعض المناطق ما هو الفرق , ويا ترى لو قمنا باستقدام نساء من الهند او من شرق آسيا هل يسمح لهن قانون عاداتنا وتقاليدنا الغير مكتوب ان يعملن في المحلات كونهن غير سعوديات ام الهدف الأول و الأخير ان يراد للمرأة السعودية ان تعيش وتكافح خارج المألوف بتعطيل وهدر طاقتها ونحيا على النصف الآخر فقط ويطلق علينا الآخرين بالمجتمع ألذكوري كما نسمع هنا وهناك وهذا ما جعل الخلل الديمغرافي بات وشيكا , لا نستطيع ان نقفل علينا أبواب موصده وننظر للعالم من الشباك الضيق مندهشين ومتسائلين عن التقدم الذي حققه الغير والذي لا يبعد عنا كثيرا , ما هو الفرق بين المرأة السعودية والمرأة الخليجية أليس نحن من فتح مدارس للبنات قبل هؤلاء بعقود طويلة , نعم المرأة السعودية تستطيع اقتحام سوق العمل وبكل قوة ولا ينقصها التعليم وحب التحدي ولا يقتصر دورها في المستشفيات والتعليم فقط ومهما أراد البعض ان يجعل من عمل المرأة قميص عثمان لأغراضه الشخصية والذي يعتقد ان نهايته مع دخول النصف الأخر مجال العمل ......... نحن لا ندعو إلا أن تعمل والمناسب لدينها وتكوينها ولنا في ام المؤمنين خديجة رضي الله عنها قدوه عندما وقفت مع الرسول صل الله عليه وسلم بمالها في نصرة الإسلام والمسلمين ........تحياتي